في المدينة: الأسواق والأنهج والطرقات لم تسلم من القمامة وبقايا الأسمنت, والأرصفة المكسرة ومخلفات المباني وإطارات السيارات وأكياس البلاستيك وحتى جثث القطط المتعفنة وجميع أنواع الأوساخ المنتشرة في الشوارع بشكل يثير الدهشة والاشمئزاز والأسى. فلا أحد مهتم بالنظافة وإزالة المخلفات والقمامة المتطايرة في كل مكان, وكأن هذا المكان ليس ملكنا. جل الذين سألناهم في هذا الموضوع أجمعوا على أنها مسؤولية المواطن والإدارة على حد السواء, فمن جانب لا نملك إدارة فاعلة, فالبلدية مثلا موظفين ومسؤولين ومراقبين على عكس دورها, غير معنية بالنظافة وكأن من فيها لا يتقاضون رواتب ككل موظفي الدولة, فلا أحد منهم يؤدي واجبه على أحسن وجه, ويقوم بجولة تفقدية في المدينة لمراقبة أداء أعوان النظافة, ومن جانب آخر, فإن المواطن لم يجد من وما يشجعه حتى يساعد هؤلاء, فهو يضع القمامة بجانب الحاويات ويرمي المخلفات عشوائيا دون أن يدرك أن هذا الصنيع غير مقبول لا اجتماعيا ولا أخلاقيا .
مدينتنا تفتقر للحس الجمالي فلا ساحات خضراء ولا نصب تذكارية, ولا نوافير ولا عملية تجميل منظمة ولا رقابة, ولا حرص على أداء العمل بإخلاص وضمير ولا شعور بالمسؤولية, ولا إحساس بأن هذه مدينتنا تهمنا نظافتها وجمالها فهذا سلوك اجتماعي سيء وخطير سيطر على المواطن وجب التخلص منه, لا نستطيع أن نحمل الأعوان كل المسؤولية لان ما لديهم من معدات وسيارات قديمة جدا وعددهم القليل لا يساعدهم على القيام بهذه المهمة بشكل مقبول, ولكننا نطلب منهم زيادة الاهتمام بعملية النظافة بالإمكانيات المتاحة وان كانت محدودة, واستغرب من تحدثنا إليهم من كثرة عمال الحضائر المنتشرين في كل مكان, فأي عمل يقومون به إذا كانت مداخل المدينة ووسطها والطرقات المؤدية إليها بذلك المنظر الذي نشاهده يوميا؟ ورأى البعض منهم أن الحل يكمن في تركيز أكياس أو سلال مهملات في كل مكان, واختيار الأماكن المناسبة لحاويات النظافة حتى لا تعبث بها القطط والكلاب وتعرقل حركة المرور أو تتسبب في الحوادث لا قدر الله, ثم نقل هذه النفايات والأوساخ بوسائل متطورة إلى أماكن مخصصة لها والتي يجب أن تكون بعيدة عن الأحياء السكنية لا كما هو الحال, حتى لا تتسبب في أمراض وأوبئة , والقيام بحملات توعوية للارتقاء بوعي وثقافة المواطن تشمل حتى المعاهد والمدارس والجامعات, للحفاظ على البيئة النظيفة, وإرساء قانون النظافة كسائر دول العالم وفرض العقوبات اللازمة على المخالفين والمارقين عنه.