ما انفكت الاضرار الناجمة عن الانزلاقات الارضية تتفاقم من يوم إلى آخر بكامل أرجاء معتمدية عين دراهم وقد زادت من حدتها كثرة تهاطل الامطار الطوفانية مما تسبب في أضرار جسيمة بالمنازل والممتلكات مما انجر عنه تشريد عديد العائلات. أهم هذه العائلات المتضررة كانت خاصة في منطقة «البازدية» من عمادة عين دراهم وقد تسبب انزلاق جزء من معبد الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين عين دراهم وجندوبة في تضرر ما يقارب 38 عائلة تم اجلاء 10 منهم ليلا على جناح السرعة بعد المعاينة الميدانية التي قامت بها مصالح الحماية المدنية وعلى اثر نداء الاستغاثة الذي اطلقه هؤلاء المتساكنين لاصابة منازلهم باضرار فادحة جعلتها مهددة بالانهيار في أية لحظة وقد تم ايواؤهم في الخيام بالقرب من مكان الانزلاق .
«الشروق» تحولت إلى المخيم الذي تم احداثه لمعاينة اوضاع هذه الاسر والاطلاع على احوالهم وكيفية ايوائهم وقد راعنا من الوهلة الاولى ما شهدناه من اوضاع مأسوية تنبيء بحدوث كارثة انسانية وتتطلب التدخل العاجل والسريع لاعادة ايواء هؤلاء المتساكنين فالخيام قد بنيت بطريقة ارتجالية ودون اختيار المكان المناسب لها وذلك بتركيزها في مجرى هوائي ومهب للرياح ولا يمكن لها ان تصمد امام هبوبها إلى جانب تسرب البرد القارس ومياه السيلان من تحتها ومن كل الجهات والغياب الكلي لوسائل التدفئة الضرورية في هذا المناخ الشتوي الصعب.
التقينا الارملة تيجانية بنت سويسي عريضي مصابة بمرض مزمن اجبرها على التداوي بمستشفى صالح عزيز بتونس بالرغم من ان جرايتها الشهرية لا تتعدى 70دينارا تقول ان منطقة «البازدية «اصبحت مهددة بالانجراف منذ سنة 1996 وقد اتصلنا انذاك بالسلط المحلية والجهوية لايجاد الحلول المناسبة لنا لكن دون جدوى حتى وقعت الكارثة وجرف الانزلاق منازلنا وبتنا نعيش في العراء تحت البرد القارس وتهاطل الامطار مشردين لا مأوى لنا ولا امل لنا الا في الله سبحانه وتعالى وكل ما تطلبه منزلا يأويها وعمل لأبنائها وتضيف ان ليس باستطاعتنا الاستقرار بهذه الخيام فكيف ننام وسط المياه السنا ببشر؟
اما الشيخ عامر بن يونس طعملي أب ل 4 ابناء كلهم عاطلين عن العمل يقول لقد زادت معاناتنا بتهدم منازلنا وتشردنا ويطلب من الحكومة ان تولي مأساتهم هذه العناية التي تستحقها وتمكنهم من مساكن اما السيد صابر بن الزين طعملي فيقول «لقد عانينا من هذه الانزلاقات منذ سنة 1996 ولكن ما لحق بمنازلنا الان من اضرار جعلها غير صالحة للسكنى وقد تمت معاينتها من طرف الحماية المدنية ونظرا ان الانزلاق ما يزال يتحرك فقد تم اجلاؤنا وايواؤنا بالخيام لكن هذا ليس بالحل الامثل لانها لاتقينا البرد ولا الامطار ولا تفي بحاجياتنا» ويطالب بايجاد الحلول المناسبة لهم وايوائهم في اماكن لائقة
اما السيد الناصر طعملي فامله ان تجد الحكومة حلا لهذه الكارثة التي حلت بهم وتوفر لهم المساكن ومواطن الرزق .