كثيرة هي الأسئلة التي طرحها فلاحو الجهة اثر الوقفة الاحتجاجية أمام المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية سليانة مطالبين بحقهم في منحة الاضرار التي لحقت محاصيلهم الزراعية ومعداتهم الفلاحية جراء الأمطار الطوفانية. هذه الأمطار الطوفانية التي نزلت بعديد معتمديات سليانة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الفارطين كان لها الأثر البالغ خاصة في الزراعات السقوية هذا بالإضافة للعديد من المعدات الفلاحية من انابيب السقي ومضخات للمياه كل ذلك أتلفها «التسونامي المائي». تدخلت السلط الفلاحية بسليانة لمعاينة مخلفات غزارة الامطار وفيضان بعض الأودية وما ألحقته بالعديد من الهكتارات السقوية والبعض من الزراعات الكبرى من أضرار متفاوتة وبعد حصرها من قبل السلط الفلاحية اتخذت لذلك الحكومة قرارا مفاده تمكين هؤلاء المتضررين من مبلغ مالي قدره 500 الف دينار يوزع عليهم حسب الأضرار ومنذ الاعلان عن هذه المنحة أي منذ نوفمبر الفارط لم يتلق منها الفلاحون المتضررون سوى الوعود رغم مساعيهم المتكررة لكن في كل مرة يصطدمون بنوع من المماطلة لتفعيل ملف منحة الاضرار مما جعل فلاحي الجهة ينفذون احتجاجا امام مقر مندوبية الفلاحة. السيد عادل بن قدور الخروبي أكد ان مقسمه الفلاحي المعد لزراعة قرابة 120 حوض من البسباس والبصل أتت الفيضانات على جميع المغروسات كما حملت المياه معها العديد من أنابيب السقي ومحرك لضخ المياه ,ويضيف بانه تقدم للمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بتاريخ 28 نوفمبر من السنة الفارطة بمطلب لجبر الاضرار التي لحقت ارضه لكنه لم يتلق اي رد. أما السيد سالم المليتي (أصيل منطقة قعفور) فقد أضاف بانه قام بتقديم مطلب للغرض في جبر الاضرار بعد معاينة اللجنة المكلفة بهذا الموضوع منذ نوفمبر الفارط لكنه اصطدم بخيبة امل ولم يتلق اي شيء الى حد الان . أما السيد عبد الجليل الكريفي فيقول بانه يملك قطعة ارض فلاحية وسقوية ومعدات ري تعرضت للتلف بسبب فيضان وادي سليانة وتقدم بعدة مطالب بعد ان تمت معاينة ارضه من قبل فنيين في مناسبتين وتم على اثر ذلك تقدير قيمة الضرر الحاصل وتلقى وعودا بالمساعدة لجبر ما لحقه من اضرار مادية لكن دون جدوى. السيد نبيل المرواني رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بسليانة وجدناه ضمن المعتصمين أكد ان الفلاحين المتضررين من امطار نوفمبر خاصة والأخيرة عامة معظمهم من الفلاحين الصغار الذين ينشطون بمقاسم فلاحية صغيرة لا يتعدى أكثرها ال5 هكتارات مما يعني بانهم من ضعاف الحال ولا يقوون على مجابهة مثل هذه الاضرار الا بتدخل الحكومة وما عدى ذلك فان عائلاتهم ستصبح مهددة بالتشرد والضياع لان الديون البنكية اثقلت كاهلهم والاسمدة الباهظة زادت مصاريفهم بالاضافة الى ان من الاسباب المباشرة في غلاء الخضروات في الفترة الاخيرة انحباس انتاجهم بعدما كانوا من ابرز مزودي السوق المحلية والوطنية. اما السيد المرواني فيضيف بانه طرح الموضوع على السلط المعنية وتلقى وعودا بطرح هذا الملف باكثر حزم وجدية على وزارة الاشراف حتى تعم الفائدة على المنتج والمستهلك وتعود للفلاحين المتضررين الامل في شق طريق الكفاح الفلاحي من جديد. من جهته اكد السيد محمد المحمدي المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بسليانة انه من حق الفلاح المطالبة بحقوقه بعد تضرر منتوجه لفترتين مضيفا بانهم يعتبرون من الفلاحين الصغار الذين لا يقدرون على الوقوف ثانية إلا بتدخل الحكومة وانهم يساهمون في تزويد السوق الوطنية والجهوية لذلك يجب اعانتهم لمواصلة الانتاج. فلاحو الجهة من المتضررين نفد صبرهم واصبحوا مهددين في معيشتهم لان ما اتلف يعتبر عائلهم الوحيد ومورد رزقهم خاصة بعد ان طالت مدة انتظارهم.