يبدو أنّ الطريق أمام «الجبهة الشعبية 14 جانفي» التي تمّ الإعلان عن تشكيلها أوّل أمس الأحد لن تكون سالكة ، إذ سارعت الجبهة الشعبيّة الوحدويّة أمس إلى إصدار بيان تضمّن اتهامات خطيرة إلى مكوّنات هذه «الجبهة»
وهي حركة البعث (عثمان بلحاج عمر) وحزب العمال الشيوعي التونسي( حمّة الهمامي) والحزب الشعبي التقدمي (جلّول عزّونة) والوطنيون الديمقراطيون (الوطد- جمال الأزهر) ، وقالت الجبهة الشعبيّة الوحدويّة التي يرأسها السيّد عمر الماجري أنّ مسعى هذا الخماسي ينمّ عن رغبة في الإقصاء والاستحواذ على روح مبادرة تمّ الشروع فيها مباشرة إثر 14 جانفي 2011 واحتكار شعارات كانت موجودة منذ أزيد من سنة.
ومن المنتظر أن تكون لاتهامات «الجبهة الشعبيّة الوحدويّة» أثر على مسيرة «الجبهة الشعبيّة 14 جانفي ناهيك عن أنّ أطرافا أخرى كانت متواجدة ومن بين مؤسسي «جبهة 14 جانفي الأم» لم يحضروا اجتماع الأحد الفارط في بورصة الشغل بالعاصمة ، في ما يلي نص بيان الجبهة الشعبية الوحدويّة: «ظهر في نهاية الأسبوع الماضي تحالف بين مجموعات سياسية أطلقت على نفسها اسم الجبهة الشعبية 14 جانفي وهو ما أثار خلطا وإرباكا في صفوف مناضلي وأصدقاء وحلفاء حزبنا الجبهة الشعبية الوحدوية التي لم تعلم بهذا التحالف إلا عند إعلانه على أجهزة الإعلام الوطنية. هذا مع العلم أن حزبنا كان على حوار ممتد منذ ما يزيد عن ستة أشهر مع أحد مكونات هذا التحالف الجديد (حركة البعث) وفي رأينا فإن اختيار هذه التسمية للتحالف الجديد تعكس سلوكا سياسيا لدى بعض الأطراف التي كنا نظنها حليفة يتمثل في الاستحواذ على الشعارات واحتكارها والالتفاف على أسماء أطراف سياسية قائمة منذ أكثر من سنة .وهذا أمر يعيد إلى الأذهان الممارسات القديمة المتكلسة التي ما تزال تتحكم في سلوكيات القوى التقدمية والثورية, وهي سلوكات تصادر الأحقية النضالية كما تحتكر الحق الثوري وهو ما يفضي إلى الإقصاء ، إنها الممارسات المعهودة التي أدت إلى القطيعة مع فئات واسعة من مجتمعاتنا العربية التي انفضت من حول أصحابها.
ويهمنا في الجبهة الشعبية الوحدوية أن نوضح ما يلي:
1- أننا نرحب بكل خطوة توحيدية أو تنسيقية تسهم في بلورة الخارطة السياسية بالبلاد.
2- أن العملية التوحيدية هي من أولويات حزبنا في إطار قراءة جديدة للأوضاع الداخلية والدولية .
3- أننا نرفض بناء التحالفات أو التقاربات التي تدفع نحو انقسامات حادة في البلاد ونحو استقطاب تسعى إليه قوى اليمين الظلامي من جهة وأصحاب الخطاب «الثوروي» من جهة أخرى.
4- ونحن نرى أن الإعلان عن هذا التحالف يكشف استخفافا واستسهالا من المبادرين بانتظارات الشعب التونسي وثورته وتنكرا لروح العمل النضالي الذي يتطلب الحرص على العلاقات الرفاقية الجامعة في أبسط درجات قيم التحالف.