تستعد جمعية الدراسات الأدبية بصفاقس بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب التونسيين وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة لتنظيم الدورة السابعة ل«الأيام الشعرية محمد البقلوطي».
«الأيام الشعرية محمد البقلوطي» من أبرز التظاهرات الشعرية التي عرفتها الجهات التونسية خلال التسعينات إذ تميزت بالعمق والجدية سواء في مستوى المداخلات النقدية أو المشاركات الشعرية .
من 20 إلى 22 أفريل ستحتضن مدينة صفاقس الدورة السابعة التي سيكون محورها «السردي في الشعر التونسي»ويتضمن البرنامج معرضا لإحياء ذكرى الشاعر الراحل محمد البقلوطي ومعرض مؤلفات ودوريات خاصة بالشعر التونسي وسهرة موسيقية خاصة بأعمال البقلوطي.
وجاء في الورقة العلمية التي أعدتها هيئة الأيام والتي تضم مجموعة من الباحثين «تتنزل العلاقة بين «الشعري» و»السردي» في أفق ملتبس تشتبه فيه السبل وتشتبك المسالك، فإذا كان التنظير النقدي منشغلا برسم الحدود بين دوائر الأجناس الأدبية وترسيخ مبدإ الفصل والتغاير بين الأنواع الخطابية المختلفة، فإن الممارسة الإبداعية تسعى جاهدة إلى دكّ الحواجز وتقويض الحدود وترسيخ مبدإ المزج والتفاعل بين الأجناس والأنواع...
وفي ضوء هذه العلاقة الإشكالية بين أجناس الخطاب وأنماط القول وضروب التعبير تنتظم «الأيام الشعرية محمد البقلوطي» (الدورة السابعة) تحت عنوان: «السردي في الشعر التونسي المعاصر».
وقد وقع الاختيار على هذا الموضوع رغم ما راج في الخطاب النقدي قديمه و حديثه (أو أغلب هذا الحديث) من فصل حاد بين الشعر و السرد على اعتبار أنّ السردَ موضوعيٌّ،دراميٌّ، يشتغل كنائيًّا وفق مبدإ المجاورة وتهيمن عليه الوظيفةُ الإحاليةُ أو المرجعيةُ، في حين أن الشعرَ ذاتيٌّ، غنائيٌّ، يشتغل استعاريًّا-وفق مبدإ المشابهة وتطغى عليه الوظيفةُ الجماليةُ أو الإنشائيةُ؟ وعلى هذا الأساس فقد يخشى على الشعر- فيما هو يُقحم السرد في نسيجه البنائي أن يفقد ما به يتأسس كيانُه الإنشائيُّ:إيقاعَهُ وبلاغتَه وأخيلتَه؟ إذ كيف يتمّ التفاعل بين السرد بخطّيته واسترساله وبنيته الحدثيّة، والشعر بتعاوده وتكراريته وبنيته التصويرية؟...أفلا يهدّد المزج بين الجنسين في ممارسة خطابية واحدة سرديّة السرد وشعريّة الشعرعلى السواء؟...ولكن متى كان الشعر خاليا من «السرديّة» وفي أيّ وقت كان السرد خلوا من «الشعرية»؟ ألم ينشأ القصص لدى اليونان شعرا فكانت الملاحم سردا لوقائع بطولية مصوغا في إلهام شعري؟ ألم يعرف الأدب العربي القديم «القصص الشعري» في غزليات عمر وخمريات أبي نواس وحماسيات أبي تمام وغيرهم...؟...
من هذه التساؤلات تنبع جملة من القضايا هي مثار لأسئلة يمكن اعتبارها محاور بحث لعل من أهمها:
• كيف يستدعي الخطاب الشعريُّ السرديَّ ويسترفدُ جماليته المخصوصة وإنشائيته المميزة؟ • ما هي طرائقُ اشتغال المكون السردي وهيآت حضوره في نسيج القول الشعريّ؟ • أيّةُ وظائفَ يمكن أن ينهض بها السردُ في تشكيل الخطاب الشعري وصياغة جماليته؟ • كيف يمكن أن تتحقق المواءمة والمصالحة بين جنسين من القول غالبا ما عُرّف أحدهما في تقابله مع الثاني؟ هذا بعض ما يثيره موضوع «السردي في الشعر التونسي المعاصر» ونأمل أن يتعهّدها المشاركون في الدورة الحالية للأيام الشعرية بالتعميق والتشقيق، وبالتمحيص والتدبّر عسى أن تنفتح بعض الآفاق المغلقة وتستبين بعض المسالك الشائكة...»