تسببت الامطار الاخيرة في القيروان في انهيار مسكن (كوخ) تقيم به عائلة تتكون من 10 أفراد ما تسبب في تشرد افراد العائلة وانقطاع اطفالها عن الدراسة. الشروق زارت العائلة ببوحجلة ونقلت جانبا من المعاناة والمأساة التي تتهدّدها. عبد اللطيف بن ابراهيم الميراوي صاحب عائلة متكونة من زوجة و7 بنات ووالدة (89سنة) أفادنا أن خلال الأمطار الأخيرة وحوالي الساعة الحادية عشرة مساء من يوم الجمعة 9 مارس لاحظ سقوط بعض الأتربة من السقف وأدرك أن هناك خطرا يحدق بعائلته فقرروا الخروج أمام الكوخ لمواجهة الأمطار الغزيرة أفضل من البقاء داخل الكوخ المبني ب»الطوب» وفعلا انهار بعد دقائق من خروجهم، فاعلم عمدة منطقته بالموضوع الذي اتصل بدوره بالحماية المدنية والسيد معتمد الجهة. وبقي هو وعائلته يواجه الرياح القوية والأمطار الغزيرة الى أن وصلت الحماية المدنية ومعتمد الجهة حوالي الساعة الثانية ونصف فجر اليوم الموالي. وتولوا نقلهم الى مأوى آمن غير بعيد عن مقر سكناهم. وصرح لنا أن الكارثة التي حلت به وبأسرته لن ينساها أبدا لأنه ينظر لأبنائه بما فيهم رضيعة عمرها 8 أشهر وكذلك والدته العجوز يعانون البرد وتحت المطر وهو عاجز عن فعل أي شيء يذكر ما عدا الدعاء لله سبحانه وتعالى لانقاذهم حسب قوله. انقطاع عن الدراسة
وأضاف الميراوي أن اثنين من بناته انقطعتا عن الدراسة بسبب اتلاف الأدوات والكتب المدرسية اثر سقوط الكوخ علاوة على بقاء ملابسهم وأثاثهم المتواضع تحت الركام، أما بقية بناته فلم يتسنّ له إلحاقهن بالمدرسة بسبب الفقر والاحتياج. كما أكد أنه طالب في العديد من المرات ومنذ حوالي 15 سنة السلط المعنية لتوفير مسكن لإيواء عائلته الوفيرة العدد لكن لا آذان صاغية حسب قوله، خاصة وانه عامل يومي عاطل نتيجة انعدام التنمية بجهته.
كما وجه نداء الى كل مكونات المجتمع المدني والأحزاب والسلط المعنية للتدخل السريع لانقاذ عائلته خاصة بناته من التشرد ولمواصلة الدراسة. ووجه شكره للسيد معتمد الجهة الذي حضر في وقت متأخر من الليل لتوفير حل وقتي لعائلته بعد انهيار كوخه ووعده بحلول جذرية، كما أصبح عبد اللطيف محتارا عن مصير عائلته لان هذه الأيام هناك اضطرابات ببوحجلة ربما تساهم في تعطيل بعض مصالح المواطنين ومصلحته هو حسب قوله. لاجئون !
توجهنا للمأوى الوقتي الجديد الذي تسكن فيه العائلة وهو يبعد حوالي 300 متر عن مسكنه السابق فسلكنا مسلكا فلاحيا ضيقا غير معبد ووعر نتيجة مياه الأمطار، فوجدنا كامل أفراد العائلة تنتظرنا بفارغ الصبر لإيصال صوتهم للسلط المعنية. حيث هذا المأوى الجديد للعائلة هو مقر لمجمع الماء الصالح للشراب ببئر مسيكين وهو عبارة عن ادارة فتقدمت منا زوجته وروت لنا أيضا عن حادثة الانهيار وعن وضعيتهم الجديدة التي لا تتميز عن الأولى بشيء لكن هذه المرة العائلة تقيم في مبنى قد يكون غير مهدّد بالسقوط لكنه دون أثاث ولا تجهيزات وكافة العائلة من دون ملابس لتبديل ملابسهم المبلولة وتنقصهم ابسط ضروريات العيش.
وقد لاحظنا أن جل أفراد العائلة بدون أحذية. كما أكدت لنا الزوجة أن العائلة غير مرتاحة تماما من حيث موقع السكنى لأنه من دون سور ويطل على الطريق العام مما يهدّد بناتها من مخاطر الحوادث، كذلك أن المقر تابع لادارة المياه إذ يتوافد عليهم أصحاب المضخّات لتفقد تجهيزاتهم بجانب المأوى خاصة في الصباح الباكر. كما طالبت بدورها السلط المعنية بتوفير مسكن يستر بناتها السبع وكافة العائلة. باتصالنا بالسيد سعيد الجربي معتمد بوحجلة أكد انه تدخل شخصيا ابان سماعه بالكارثة وتوجه مباشرة حوالي الساعة الثانية صباحا نحو العائلة لمواساتهم وقدّم أيضا مساعدات وقتية كتوفير حشايا وأغطية كما وفر لهم مأوى وقتيا. كما أفادنا انه بصدد العمل لايجاد حل جذري لهم يتمثل في بناء مسكن لهذه العائلة المعوزة وامتيازات أخرى في الأفق. كما طالب بدوره كافة أهالي بوحجلة خاصة منهم المحتاجين بالتحلي بالصبر وتكافل الجهود للنهوض بالمنطقة بالكامل.