في اطار لقاء حواري مضيّق دعت مؤخرا جمعية منتدى المجتمع المدني بعض الوجوه السياسية وهم الباجي قايد السبسي،ياسين ابراهيم، كمال مرجان والأستاذة ألفة يوسف والتقوا ببعض رجال الأعمال والوجوه التجمعية وببعض المهتمين بالشأن السياسي.
واسترجع السبسي في مداخلته الارتجالية - والتي عنونها رئيس جمعية المنتدى هشام ادريس ب«رهان الساعة ومقتضيات المرحلة»- فترة قيادته للحكومة بعد الثورة قائلا: «لقد وجهنا الثورة الى الطريق الصحيح وأول من ساعدنا في ذلك الاتحاد العام التونسي للشغل لا أحد له علاقة بالثورة لا حكومتي ولا الحكومة الحالية» واسترجع السبسي أيضا فترة المخاض التي صاحبت حدث الانتخابات معرّجا على تأثير العدد الكبير للأصوات التي غابت عن الانتخاب على نتائج الانتخابات عموما اضافة الى عامل التشتت الذي اتصفت به الأحزاب داعيا الى توحيد الصفوف ووجوب تحديد موعد مضبوط للانتخابات القادمة مضيفا « لابد للحكومة الحالية من احترام المواعيد المعلنة حول مدة تحضير الدستور وتحضير الانتخابات القادمة وخاصة وأن مرجعيتها دينية من المفروض أنها تدرك قيمة الوعد والعهد».
«النهضة ما عندهاش زهر»
حول ملامح المبادرة التي يدعو اليها وهي «نداء الوطن» قال السبسي «هي مبادرة من اهدافها لم الشمل فلن نقصي أحدا فكل واحد له الحق في خدمة البلاد ،نريد جمع الناس، فحزب حركة النهضة أحببنا أم كرهنا هو داخل المشهد السياسي وعندما جئت الى الحكم وجدت أن لهم تأشيرة فتركناهم يعملون ونصحناهم ولكن قبلوا أم لم يقبلوا النصيحة فذلك شأنهم ولكن لابد من تركهم يعملون ولابد أن يفهموا أن مفهوم الدولة قبل مفهوم الأشخاص وعليهم قبول الرأي المخالف ولابد من الصرامة في قضية العنف وخاصة ضد العناصر الذين ثبت انتسابهم الى النهضة والاعتراف بذلك، تكلموا كثيرا عن رموز النظام البائد ولكن اي رمز تم مسكه الى حد الآن؟ لن يستطيعوا حل اي مشكل أولا لأنهم ما عندهومش زهر اضافة الى الظروف العالمية السائدة بسبب الأزمة العالمية الخانقة»..حول مشكل البطالة أشار السبسي أنه عمل في حكومته على تفعيل العديد من العلاقات الخارجية والتي اثمرت بعضها في خصوص مسألة التشغيل بتفعيل مشروع قادر على توفير 500 ألف موطن شغل على دفعات كل سنة 100 الف موطن شغل على حد تأكيده مضيفا بالقول: «لجلب المستثمرين لابد من حد أدنى من التطمينات فكيف ندعو الى قصّ الأيدي والأرجل ثم نوجه دعوة للمستثمرين في الخارج ؟» .
بين الديني والسياسي
أكّد السيد الطيب البكوش في كلمته على ضرورة تحييد الاتحاد العام التونسي للشغل عن كل نشاط حزبي معتبرا أن دور الاتحاد الاهتمام بالشأن العام بما فيه الجانب السياسي مضيفا «من اخطار الحزب الواحد اقحام الاتحاد في الحزب الواحد» وحول العلاقة بين الدين والسياسة اضاف البكوش قائلا «أعتقد أن مفهوم الاسلام السياسي مفهوم مغلوط فالأقرب الى الطرح السياسي ممارسة الدين فلا نجد أي واحد منهم عالم دين من بين الساسة في الحكومة فهم يمارسون السياسة بغطاء ديني فحزب حركة النهضة كان قبل الانتخابات يعرّف نفسه على أنه حزبا مدنيا ولكن بعد الانتخابات تغيرت الرؤية فازدواجية الخطاب غير معقولة مما يضرّ بالبلاد ويثير الفتنة وأعتقد أن المرحلة القادمة مفتوحة على كل الاحتمالات فلا مجال لسياسة الاقصاء».ياسين ابراهيم يريد الحسم في «مسألة السلفية»اعتبر ياسين ابراهيم أن التفاؤل تقلص مؤكدا على ضرورة التعجيل بتحديد موعدا للانتخابات القادمة لتحقيق الاستقرار على حد تعبيره وحول ما وصفها ب«مسألة السلفيين» قال ابراهيم في حماس « يجب أن تطرح مسألة السلفية لأن صورة البلاد في الميزان».
مرجان والسياسة الخارجية
ركزكمال مرجان رئيس حزب المبادرة في تدخله على السياسة الخارجية التونسية التي اعتبرها غير واضحة «لأن المصدر الأساسي لهذه السياسة غير واضح بسبب التناقض الحاصل» على حد تعبيره مضيفا بالقول « فتأثيرات العلاقة مع قطر والدول الخليجية بدأت تتوضح ولا أعتقد بوجود أجندات خاصة في هذا الصدد».
حيرة ألفة يوسف
عبرت ألفة يوسف عن حيرتها قائلة « نحن نتعامل مع حركة حزب النهضة بصفتها واقعا سياسيا ولكني الى اليوم لم أفهم ان كانت هذه الحركة حزبا سياسيا أو دينيا، لابد من الاجتماع على مشاركات مع ضرورة عدم احتكار الحديث باسم الدين ومن يقول إن تونس دولة لائكية طيلة خمسين سنة فهو خاطئ ولابد أن لهؤلاء ابعادهم عند الحديث في الدين فهناك استحقاقات اقتصادية واجتماعية فقد حضرت قبل الانتخابات في العديد من خطب الجمعة فلاحظت توظيفا سياسيا في الخطب وما هو سائد استعمال الديمقراطية كوسيلة للحكم لا غير وأن النية كانت لمجرد أخذ مكان الرئيس السابق لاغير وهذه المرحلة طبيعي المرور منها و سنتجاوزها ولكن سندفع ثمنا لذلك.