الأحداث التي جدّت يوم الأحد الماضي في شارع الحبيب بورقيبة لم تكن عادية بل تدعو الى أكثر من تساؤل.كنت على عين المكان مشاركا في تظاهرة «الشعب يريد مسرحا» التي نظمتها الجمعية التونسية لخريجي معاهد الفنون الدرامية
في اطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ما راعنا الا ومجموعة من السلفيين الذين كانوا بدورهم ينظّمون وقفة احتجاجية ضد تدنيس القرآن الكريم وقد هجموا على المسرحيين وتعمّدوا رشقهم بالبيض والمفاتيح والأحذية وشتمهم بأبشع النعوت وأشياء أخرى.هذه الأحداث جدّت دون حضور الأمن الذي وصل متأخرا ولا أدري لماذا؟حاولنا نحن تهدئة الأمر وانسحبنا الى داخل المسرح، وأغلقنا الأبواب، لكن الحادثة لن تقف هنا، بل أتساءل كمواطن وكفنان أين دور الحكومة من هذه الاحداث؟ لماذا لم تتّخذ قرارات صارمة ضد هؤلاء الأفراد الذين تعدّوا على الفنانين ومازالوا؟!لماذا هذه العداوة بين هذا وذاك والجميع يعلم أن المسرح في خدمة هذا الواقع وهذه البلاد والعباد والشريعة؟!لماذا التكفير ونحن كلنا مسلمون؟! حتى وإن كانت هناك ديانات أخرى لابد من احترامها... في سنوات الستينات أذكر أن جيراننا يهود وكنا متعايشين في سلم واحترام.واليوم الانشقاق يحصل بين التونسيين، أنا أقول لا يجب التطاول على الفن دون فنّ لا يمكن ان نتطوّر... الفن مرآة للمجتمع.نحن لن نتراجع... الفن متنفسنا ولن يقف أحد أمامنا... سوف نكثّف أنشطتنا ونتمنى أن تتفاعل معنا وزارة الثقافة وكل الوزارات.