قرأت منذ يومين تصريحا للممثل عبد القادر مقداد يتحدث فيه عن إقصائه من التلفزة لأكثر من عشرين عاما. وقبله تحدث أكثر من ممثل، من العاصمة ومن خارجها، عن تغيّبه في الأفلام والمسلسلات بصفة خاصة. وعادة ما تظهر هذه التصريحات عندما تنتهي عمليات «الكاستينغ» أو اختيار الممثلين لأدوار الأفلام والمسلسلات بالخصوص، فتجد الممثل الذي لم يقع اختياره لهذا العمل أو ذاك، يطلق وابل غيظه على التلفزة والمخرجين والمنتجين فيشرع في شتمهم وسبّهم واصفا إياهم بأبشع النعوت حتى أن هناك من وصف مخرجا لم يختره في مسلسله بالعنصري. والغريب أن ذات الممثلين حين يقع اختيارهم للعمل في بعض المسلسلات، لا يبخلون على أصحابها من المنتجين والمنتجين المنفذين والمخرجين ومساعدي المخرجين ومساعدي مساعدي المخرجين وحتى أعوان الديكور والصوت والإضاءة بالشكر والإطراء والتقدير. ويكفي أن تسأل ممثلا يعمل في أي من المسلسلات عن رأيه، سواء في المخرج أو مدير الانتاج أو حتى مدير التلفزة ووزير الاتصال، فسيكون ردّه: «أشكرهم كلهم» حتى وإن كان المسلسل رديء والمخرج سيئ وظروف التصوير تعيسة. لماذا يتصرف بعض الممثلين بهذه الطريقة؟ يشكرون حين يعملون ويشتمون حين لا يعملون! سألت أحد المخرجين يوما عن هذه الظاهرة فأجابني: ذاك هو قطاعنا، ولما سألته عن الحل قال مبتسما: على التلفزة أن تخصّص كل حلقة من المسلسلات لعدد من الممثلين لا يظهرون في الحلقات اللاحقة. وبهذه الطريقة نضمن لكل ممثل في تونس دورا في هذا المسلسل أو ذاك.