د.حارث الضاري وحسن أبوطالب ومراسلة خاصة من العراق الى «الشروق»
بعد تسع سنوات كاملة من نير الغزو والاحتلال «يجبر» العراق الجريح والجائع والمدمر، قسرا، على احتضان «قمة عربية» هي أقرب الى «الاحتفالية» منه الى أي شيء آخر... تسع سنوات كاملة ذبح فيها العراق من الوريد الى الوريد... أعدم رئيسه الشرعي، الشهيد صدام حسين، شرد الملايين من أبنائه، قتل نحو مليوني شخص آخرين، استبيحت فيها أرضه... وسماؤه... ونزفت فيها دماؤه... ولكننا لم نر، بالرغم من ذلك، أي أثر لجامعة العرب التي اختفى العراق بالكاد من جدول أعمالها، قبل أن يختفي صوتها الخافت أصلا...
غدا، سيتداعى العرب الى «القمة» ببلد هو في القاع على كل المستويات... والأدهى من ذلك أن العراق الذي تحتاج معالجة أوضاعه وحده الى أكثر من قمة سيوضع مجددا على الرفوف وكأنه أصبح فعلا «نموذجا» يجب الاقتداء به في حين أنه لا يزال يرزح تحت الحصار وتحت سياط الاستعباد والتعذيب والفساد... غدا سيعود العرب الى العراق لكن عودة العراق الى العرب لم تتحقق بعد ما دام هذا البلد يئن تحت نير الاستعمار رغم ما يدعيه بعض «منظري» السياسة العربية بأن العراق قد تحرر وأن الأمريكيين انسحبوا منه!!
وفي الحقيقة فإن النتائج المحدودة المأمولة من هذه القمة الموعودة... ليست «عراقية» فحسب بل هي تشمل كل الملفات... ففلسطين اختزلت قضيتها في الحصول على «أموال» تطالب بها سلطة رام الله بينما لا حديث عن القدس التي تتعرض الى التهويد أو عن اللاجئين أو حتى عن حدود 67!!... لا حديث كذلك عن غزة المحاصرة ولا عن الصومال الجائع... ولا حتى عن الجامعة العربية نفسها التي تحولت الى «أداة» غربية لتدمير الدول وتمزيق الصف العربي... كل هذه الأمور صارت اليوم على ما يبدو، في المنظار العربي، من المسلمات... وتغيرت بذلك الأولويات وانقلبت المفاهيم رأسا على عقب... فأي آمال يمكن انتظارها بعد كل هذا من قمة بغداد؟ ... هذا السؤال وغيره يجيب عنه في هذا العدد الجديد من ملفات «الشروق» العالمية الشيخ حارث الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين والمفكر المصري الدكتور حسن أبوطالب.