شهدت قفصة خلال الليلة الفاصلة بين 24و25 مارس 2012 بالمستشفى الجهوي أعمال عنف أدت الى استهداف طبيب...والعمد الى خلع بيت الموتى وتسلم جثة بصفة غير قانونية توفي صاحبها اثر حادث مرور. كما أدى ذلك إلى تكسير البلور والادوات ومرافق عمل المصلحة الطبية.. ونظمت يوم 26 مارس مسيرة احتجاجية سلمية بريادة الفرع النقابي لجامعة الصحة بقفصة.. وبالمناسبة اشرف بمقر ادارة المستشفى المذكور والي قفصة على جلسة عمل حضرها الى جانبه ممثل عن حامية قفصة للجيش الوطني ومدير المستشفى واعوان النقابة.. واذا كانت الجلسة قد طالت مدتها ..وتحداها مواطنون مرضى ومراجعون بالدخول عنوة الى قاعة الاجتماع ..
فإن «الشروق» وبطريقتها الخاصة تمكنت من الدخول الى القاعة والاستماع الى الحوار والنقاش وكل التدخلات التي اعطت فكرة عن الحالة التي عليها هذه المؤسسة وكذلك التعرف على تشكيات المرضى وبعض الاعوان والعمال.
قلة الامكانيات وهزال التجهيزات ونقص الأدوية.. وفقدان الامن والحراسة اللازمة كلها عوامل أدت الى ما وقع. هذا ما أكده فوزي الأخضر (عون). مضيفا في اعتقادي ان حاجة البلاد الى مستشفى جامعي يمكن بفضله توفير التجهيزات والمرافق والاطباء..والاختصاص ..خاصة بعد بعث كلية الطب وعلى هامش ما وقع ويقع من فوضى وعنجهية واذية حتى على جثث الاموات. فالأكيد ان المواطن وقاصد العلاج عندما يجد الاجواء والعناية اللازمة لا يتحامل اويسيء بحيث المواطن يحترم العون..وهذا الاخير يقدم الخدمات اللازمة.
أما شكري بن خالد (عون اداري) فاعتبر وضعية المستشفى قبل الثورة ..وخلال العهد الفارط كانت الامكانيات..والمرافق..والامن..متوفر اكثر من الآن. قبل الثورة كان بالادارة 8 اعوان بما في ذلك المصحات والفروع..واليوم وبعد الثورة ينتصب في الادارة وحدها اكثر من 20 عون دون اعوان الفروع والمصحات ..ومع ذلك العمل «بارك» راقد ...
من جانبها قالت برنية العمراني (مريضة) (ومعها وثائقها) انها مصابة بمرض الغدد والاعصاب والسكري واليوم جاءت حسب الموعد لتسلم الدواء الذي تأخذه بصفة دورية بعد اجراء التحاليل والمراقبة..ولكنها وجدت هذه الحالة «الاحتجاجية»..
ولم تجد من ياخذ بيدها ..وكان من الافضل تسخير اعوان للمواقف الحرجة التي لا تتطلب الامهال.
نوال الهاني :انا منذ 4 سنوات اعمل في المناولة مع شركة التحويل عندي 4 اشهر لم اتسلم جرايتي رغم ضعف امكانياتي وحالتي الاجتماعية...
المسؤول عنا يعتذر ..لانه لم يتسلم مستحقاته من ادارة المستشفى ..وهذا الاخير يعيش الظروف الصعبة والتحدي المتواصل ..ولم نجد من يسمعنا..
مشاكل عالقة
كل المشاكل والاسباب والتداعيات يثيرها الجميع..الا مشاكل المناولة هذا ما أبرزته رجاء رجب (عاملة مناولة) مضيفة رغم ظروفي الصعبة فانا لم اتسلم جرايتي منذ 4 اشهر اضافة الى سوء معاملتنا..خاصة وان الوعود كثيرة ..من الممول..والمسؤول ..والنتيجة «كذب وتسويف»
الوالي يتدخل
كان الوالي في هذا الظرف الصعب ..والوقت الاصعب في حالة من الهدوء ..رغم تشنج كل من كان حوله..
لقد استمعت ..مثلما استمعت واطلعت سابقا على الحالة غير المرضية التي عليها المستشفى..
وأؤكد لكم انه وقع الاتصال وكشف المستور ..وقدمت الاقتراحات والمجهود متواصل للمتابعة..
وما اعد به حاليا وتنفيذه انطلاقا من اليوم هو توفير الامن اللازم كامل الوقت واضافة حراس..اضافة الى توفير الاجهزة ..والاعوان والاختصاص الازم ..في انتظار الحرص على بعث مستشفى جامعي مدعم بكلية الطب..
وفي خصوص ما وقع من تحد..فالامن سوف يأخذ مجراه..فقط اشير الى ضرورة التعاون معا ..وجعل الجهود تتضافر وتتجه نحوالنجاعة ..حتى تكون مرحلة البناء ما بعد الثورة ناجعة وايجابية..