أكدت دمشق أنها لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان في الوقت الذي أعلن فيه وزراء الخارجية العرب تأييدهم لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان بشأن سوريا ورفضهم التدخل الأجنبي. قال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان له إن السلطات السورية غير معنية بأي مبادرة تصدر عن الجامعة العربية. ومن المتوقع أن يوافق القادة العرب في بغداد خلال اجتماع القمة العربية على اقتراح من ست نقاط من كوفي عنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية والذي يسعى الى وقف لاطلاق النار وإجراء حوار سياسي في ما أطلق عليه «الفرصة الاخيرة» لسوريا. والاقتراح الذي قدمه عنان هو أحدث محاولة للتوصل الى انهاء العنف الدائر في سوريا منذ أكثر من عام. وقال وزير الخارجية العراقي المعين هويشار زيباري في بغداد إن قبول سوريا الخطة خطوة مهمة جدا وأنّ هذه هي الفرصة الأخيرة لسوريا ولا بدّ من تنفيذها على الأرض.
وأضاف زيباري أنّ وزراء الخارجية العرب سيبحثون خطة عنان وكيفية تنفيذها في سوريا وقد رفض مشروع قرار لوزراء الخارجية العرب المجتمعين في بغداد للاعداد للقمة العربية اليوم التدخل الأجنبي في سوريا. وانعقد مجلس وزراء الخارجية العرب في بغداد غداة اجتماع وزراء الاقتصاد في اطار التحضيرات للقمة العربية الدورية الثالثة والعشرين التي تستضيفها العاصمة العراقية. وخلال هذا الاجتماع أعلنت الحكومة العراقية المعنية أمس أنها ستقترح في اجتماعات القمة العربية نقل صلاحيات التفاوض مع الداخل والخارج حول اجراء انتخابات واطلاق الحريات في سوريا الى شخصية يتوافق عليها النظام والمعارضة. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية المعينة علي الدباغ انّ بغداد التي تستضيف القمة ستقدم أفكارا لايجاد آليات مهمة وفاعلة لتطبيق المبادرة العربية حول سوريا التي هي ليست جامدة ويمكن تطويرها.
وأضاف: «أولا يجب ايقاف العنف من كل الأطراف وتشكيل حكومة انتقالية ترتضيها كل الأطراف وأن تنتقل السلطات الى من يعتقد من المعارضة ومن الحكم في سوريا أنه يستطيع الحوار ويستطيع أن يدير حوارا ناضجا. وفي سياق متصل قال أيمن سمير الصحفي المختص في الشؤون العربية انّ مشاريع القرارات التي ستناقشها قمة بغداد تستبعد تسليح المعارضة السورية. وأضاف أن المشاريع تتحدث عن ضرورة الحفاظ على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وترفض بوضوح كامل التدخل الخارجي في سوريا، لكنها تتبّنى المبادئ الخمسة التي تم التوصل إليها بين الجامعة العربية ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.