تعرضت الندوة الاقليمية للتشغيل بالولايات الأربعة بالشمال الغربي التي انعقدت بالمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بالكاف تحت إشراف وزير التشغيل السيد عبد الوهاب معطّر الى وضع التشغيل بهذه المناطق والحلول الممكنة الكفيلة بتقليص نسب البطالة المرتفعة. تمحورت تدخلات الحاضرين حول معضلة التشغيل بالشمال الغربي والمشاريع الكبرى التي كثر عنها الحديث دون ان ترى النور كمشروع سرى ورتان والتنقيب على البترول وضرورة بعث لجنة جهوية لمتابعة دراسات هذه المشاريع والمبالغ المالية المرصودة لها.
وقد أفادنا السيد رئيس جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي بانه تكونت لجنة بطلب من السيد والي الكاف تحت اشراف السيد محمد الرحالي مدير التشغيل بالولاية والسيد مقداد اسعاد رئيس جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي وممثلين عن المجتمع المدني لاعداد ملف عن واقع التشغيل في الولاية والاشكاليات والاقتراحات, وقد اجتمعت هذه اللجنة قرابة ال6 مرات و وحددت الصعوبات التي تواجه منهجية العمل مثل الاحصائيات والأرقام المتداولة والتي تعود كلها الى العهد القديم ولعل الرقم الأكثر اشكالا تمثل في نسبة البطالة التي تحددها الاحصائيات الرسمية ب13 بالمائة وهو الرقم الذي اثار كثيرا من الجدل واعتبر أنه لا يمت للواقع بأية صلة.
فالبطالة تصل بولاية الكاف وحدها الى قرابة 50 بالمائة وبعد حوارات ونقاشات استقر الجميع على أن إشكالية التشغيل متصلة بشكل عضوي بإشكالية التنمية وللتنمية المستدامة 3 ركائز اقتصادية واجتماعية وبيئية والركيزة الاقتصادية تعني قدرة المؤسسات الاقتصادية على خلق الثروة والقيمة المضافة بحيث تجعل صاحب رأس المال في وضع جيد يشجعه على الاستدامة والمواصلة ويجب على المؤسسة أيضا أن تتحمل مسؤوليتها ازاء اليد العاملة التي تأخذ حقوقها كاملة من رواتب وكذلك كل الحقوق الاجتماعية والصحية والتكوينية حتى يزيد العامل في مردوديته.
أما في الميدان الفلاحي فقد ركز المتدخلون على المحاور الأساسية للفلاحة ومنها المناطق السقوية والمناطق البعلية وتربية الماشية. فالكاف مثلا تمتلك مساحة سقوية تبلغ 15000 هكتار موزعة على مناطق عين فضيل القصور القلعة الخصبة سيدي حمد الصالح ووادي السواني وتستطيع الفلاحة أن توفر قرابة 3000 موطن شغل اذا وجدت سياسة حكيمة من الحكومة الحالية كما أن قطاع الصناعات التقليدية له امكانيات تشغيلية هامة وذلك لعدة اعتبارات اولها أن مواطن الشغل في هذا القطاع لا تتطلب تمويلات كثيرة فموطن الشغل الواحد يكلف ما بين 2000 و4000 دينار ثانيا لا يتطلب بنية تحتية كبيرة ثالثا انتشار التقاليد الحرفية والمهارات التقنية في كل الأوساط(وسط ريفي ووسط حضري)
وحرص المتدخلون على تقديم البدائل المتمثلة اساسا في ضرورة تدخل الدولة في القطاع, واحداث مراكز انتاج تجنب تتعدد المتدخلين في القطاع والاكتفاء بتدخل وحيد(الديوان الوطني للصناعات التقليدية) ومراجعة منظومة التمويل للاستجابة لخصوصيات القطاع ثم ارساء منظومة خاصة للتكوين وتنمية الكفاءات بالجهة(مركز جهوي للتكوين المهني للصناعات التقليدية ومعهد عالي للفنون والحرف).