تجدّدت الاشتباكات القبلية في مدينة سبها جنوب ليبيا أمس بعد هدنة قصيرة على إثر معارك راح ضحيتها أكثر من 70 شخصا في وقت طالبت فيه قبيلة «التبو» بالتدخل الدولي من أجل وقف ما أسمته «تطهيرا عرقيا» قالت إنها تتعرض له. اتهم التلفزيون الرسمي للحكومة الليبية أمس أفراد قبيلة «التبو» من التشاديين بانتهاك الهدنة التي اتفق عليها لانهاء الاقتتال الدائر بمدينة سبها بجنوب البلاد. وقال تلفزيون «ليبيا الوطنية» إنّ «التبو» التشاديين ينشرون الآن الرعب ويقذفون المدينة بالقاذفات والراجمات». وأضاف أن أهالي المدينة يستنجدون بالثوار للدفاع عن المدينة ويؤكدون بأنه لا وجود للجيش الوطني وأشاروا الى أن وزارة الدفاع غير صادقة في ارسال قوات إلى سبها. وأكدت مصادر مطلعة أن حصيلة المواجهات المشتعلة في سبها منذ ما يزيد عن أربعة أيام تجاوزت 147 قتيلا و395 جريحا. وكان حكماء ووجهاء وأعيان مناطق وقبائل سبها وقعوا مساء أمس على اتفاق بشأن معالجة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة على مدى الأيام الماضية. وينص الاتفاق على الوقف الفوري لاطلاق النار من جميع الأطراف وتسليم كافة المعسكرات والمواقع العسكرية للجيش الوطني وإتاحة الفرصة لكتائب الثوار للانضواء تحت شرعية الجيش أو الأمن الوطني. وكانت الحكومة أعلنت مساء الاربعاء الماضي عن مقتل 70 شخصا وإصابة 150 في المعارك التي دارت على مدى الأيام الماضية بين قبيلة «التبو» وقبائل عربية في سبها. وكانت الجماعات المسلحة في سبها بجنوب ليبيا قد توصلت الى اتفاق جديد لانهاء الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا وكان ممثلون عن الميليشيات قد وافقوا على وقف اطلاق النار وقال سكان محليون إن المشكلة اندلعت الأحد الماضي عندما نشب خلاف بسيط بين جماعتين احداهما تضمّ مقاتلين من سبها وأخرى من جماعة «التبو» العرقية بسبب سيارة. من جانبه دعا زعيم قبيلة «التبو» عيسى عبد المجيد منصور الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى التدخل. وأضاف: «إننا نطالب الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي بالتدخل لوقف التطهير العرقي الذي يتعرض له التبو». واتهم عيسى عبد المجيد قبائل سبها العربية بقصف محطة توليد كهربائية تزوّد عدّة مناطق من الجنوب مثل القطرون ومرزوق اللتين تعتبران من من معاقل «التبو» متحدثا عن انقطاع الاتصالات ومقتل العديد من الأشخاص من عناصر قبيلته. وأكد قائد الأمن الوطني في المدينة محمد الأحول قصف المحطة الكهربائية. وأضاف أن هدنة مدتها 24 ساعة تقرّرت الخميس لكنها خرقت بعد رفض مقاتلي الطرفين الاتفاق مؤكدا أن المعارك استؤنفت بضراوة. وأعلن رضا عيسى، عضو لجنة المصالحة أن قبائل سبها انتهكت الهدنة بقصف حي «تايوري» الذي يسكنه «التبو» بالمدفعية الثقيلة. وأضاف أن مقاتلين من سبها رفضوا الانسحاب من منطقة «غدوة» التي تفصل مواقع «التبو» والقبائل العربية وإفساح المجال أمام قوات حيادية قدمت من الشمال للوساطة بين طرفي النزاع.