توفق المعهد الوطني للزراعات الكبرى منذ تركيز فرعه بمعتمدية الشبيكة من ولاية القيروان في انجاز جملة من التدخلات بمنطقة زغفرانة بهدف تطوير مردودية القمح الصلب من حيث الانتاج والجودة ومساعدة الفلاحين في استعمال طرق علمية في مجال الزراعات الكبرى.
ومن أبرز تدخلاته تأطير ضيعة و9 فلاحين بالجهة وذلك عبر تدخل الخلايا الجهوية لنقل نتائج البحث العلمي التطبيقي المتعلقة بالزراعات الكبرى. وهذه الضيعة هي عبارة عن حقل تجارب توضيحية على ملك الفلاح صالح النجار وهو من أكبر الفلاحي بمنطقة زعفرانة المنتجة لعدة أصناف من القمح (معالي ورزاق وخيار) كما أعطيت الفرصة لجيرانه الفلاحين لزراعة صنف «معالي» في حقولهم.
زيارة وفد عربي
وقد زار وفد عربي رفيع المستوى من المختصين في المجال الفلاحي من السودان والمغرب ومصر وسوريا مؤخرا الحقل النموذجي بزعفرانة. وقدموا بعض المقترحات والخبرات وتواصلوا مع الفلاحين. وقد ضبط الزوّار (من مهندسين وفلاحين وفنيين) منظومات فنية مجدية اقتصاديا تتعلق بالطرق الزراعية الملائمة لزراعة الحبوب المروية وتأمين الاحاطة الفنية بضيعات الزراعات الكبرى حسب أنماطها وخصوصياتها للتعرف على الاشكاليات المطروحة واقتراح الحلول المناسبة والعمل على تطوير الفلاحة لضمان ملاءمتها مع خصوصيات المناخ والتربة وطرق الري وتقنيات زراعة الحبوب بكامل الجهة.
التوازن المائي... ومساعدة الفلاح
وأكّدت مسؤولة بفرع المعهد الوطني للزراعات الكبرى بالشبيكة خلال هذا الاجتماع أن التجربة أفضت خلال الموسم الفارط الى أن صنف قمح «معالي» هو الأمثل في المردودية التي تصل الى 73.9 قنطارا في الهكتار مقارنة بالأصناف الاخرى التي لا يتعدى مردودهما ال 60ق/هم وبيّنت أن هدف هذه التجربة هو توجيه الأصناف الملائمة للنظام المروي قصد تحسين مردود القمح وأحكام الري من خلال الاعتماد على طريقة التوازن المائي. ويتم ذلك من خلال تحليل التربة.
وقد لاحظنا حضورا محتشما للفلاحين لا يتعدى 10 أشخاص في حين أن الجهة معظم سكانها فلاحون، كما طالب البعض الآخر من فلاحين بضرورة توفير بذور لهذا الصنف الجديد للقمح «معالي» وعبروا لنا عن هاجسهم الوحيد هو ارتفاع اسعار الكهرباء والبذور والأسمدة ولابد من مراجعة وهذه الأسعار.