أعلنت فرنسا الحرب على من أسمتهم «الدعاة والأئمة المتشددين» ورحلت اثنين منهم إلى بلديهما الأصليين الجزائر والسعودية وقالت إنها تستعد لطرد خمسة آخرين وترحيلهم إلى عدة بلدان بينها تونس بينما وضعت 13 آخرين على قائمة المهددين بالترحيل. أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الليلة قبل الماضية في تصريحات تلفزيونية أن الحكومة الفرنسية ستواصل السير على طريق ترحيل أي أجنبي يتفوه بكلمات مناهضة للقيم الفرنسية في فرنسا إلى بلده الأصلي.
وأدلى ساركوزي بهذا التصريح «القوي» بعد ساعات قليلة من اعلان وزير الداخلية الفرنسي إطلاق عمليات ترحيل «الآئمة والدعاة المتشددين» على حد تعبيره. وعلى خلفية هجمات تولوز ومقتل منفذها المفترض محمد مراح أعلن وزير الداخلية الفرنسي كلودغيان عن طرد عدد من الأئمة والنشطاء الاسلاميين الأجانب بحجة «التشدد ومعاداة السامية»
ترحيلات بالجملة
وأوضح الوزير الفرنسي أن السلطات الفرنسية رحلت أمس الأول إمامين الأول جزائري والثاني مالي وأصدرت قرار ترحيل يخص إماما ثالثا سعودي الجنسية. وأضاف وزير الداخلية الفرنسي أنه سيتم قريبا ترحيل ناشط اسلامي تونسي (مالك درين) وإمام تركي باتجاه بلديهما الاصليين من دون أن يقدم أي تاريخ. وتضم قائمة المرحلين الناشط الاسلامي الجزائري علي بلحداد الذي حكم عليه سابقا بالسجن لمدة 18 شهرا بسبب تورطه في اعتداءات مراكش عام 1994 وقالت السلطات الفرنسية إن بلحداد استأنف مؤخرا اتصالاته بالتيار المتشدد وتم ترحيله إلى الجزائر.
وتتراوح التهم المبررة للطرد على حد تقدير السلطات الفرنسية بين الادلاء بتصريحات معادية للسامية والحث على ارتداء النقاب ورفض الحضارة الغربية وبين الدعوة إلى عدم اندماج المسلمين في الغرب.
ولتأكيد قرارات وزير الداخلية قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الليلة قبل الماضية إنه لن يسمح بأي تساهل مع من اسماهم الاسلاميين المتشددين.
انتهاكات...وانتخابات
وبررت السلطات الفرنسية قرار الترحيل بخوفها من أن تؤدي تصريحات ودعوات ومواقف المتشددين الاسلاميين إلى المساس بأمن الدولة وعدم السماح لهؤلاء بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال التي يعاقب عليها القانون الفرنسي.
ولاحظ محامو الناشطين المهددين بالطرد أن فرنسا تعج بالسياسيين الفرنسيين أو الأوروبيي الأصل المناهضين لقيم الجمهورية وحتى للجمهورية بعد ذاتها وللحرية والديمقراطية.
وعرضت السلطات الأمنية الفرنسية أمس على القضاء 13 موقوفا تم اعتقالهم في الحملة الأخيرة من الأوساط الاسلامية للمهاجرين العرب والمسلمين ويفترض أن يلتحق هؤلاء بقائمة المهددين بالترحيل بموجب قرارات ادارية وليس قضائية.
وتوقع خبراء تواصل حملات الايقاف والترحيل خلال الأيام القادمة بالتزامن مع تقدم الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يسعى لتحسين صورته عبر لعب ورقة «المهاجرين الخطرين».