في لقاء نظمته أول أمس جمعية مديري الصحف التونسية هو الأول من نوعه حضر السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة مصحوبا بعدد من الأعضاء من بينهم السيد سمير ديلو الوزير المكلف بحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية والناطق الرسمي باسم الحكومة.
اللقاء ارتضاه الجميع تلقائيا وأولهم رئيس الحكومة الذي لم يبد ضيقا بأي من الأسئلة الكثيرة التي طرحت عليه بل برهن على كثير من الذكاء والشجاعة حين أعلن في خصوص تعيين الولاة أن حكومته تسمّي المسؤولين أو تعزلهم بالاعتماد أولا على كفاءتهم وثانيا على ولائهم موضحا بالاشارة إلى تنحية والي المنستير أخيرا أنه لا يمكن الابقاء على مسؤول في مثل هذه الرتبة وهو لا ينسجم مع سياسة الحكومة.
وأكد رئيس الحكومة في نفس السياق نفيه لأي تعيين تم على أساس الانتماء للنهضة فقط لكنه أوضح أن الانتماء لهذه الحركة لا يجب أن يصبح عائقا يمنع ذوي الكفاءات النهضوية من حق تحمل المسؤولية.
السيد حمادي الجبالي لم يؤكد ما راج عنه من عدم رضا بمردودية بعض أعضاء حكومته لكنه لم ينكر أن هناك اخلالات في عمل الحكومة وجب تداركها في أقرب الأوقات. متى؟ في شهر أم شهرين؟
الحاضرون فهموا أن السيد حمادي الجبالي قد يجري تحويرا وزاريا لتعزيز نسق ونجاعة عمل وزرائه وأنه قد يطلب من رؤساء الحزبين المنضمين للترويكا تغيير البعض ممن وقع اختيارهم لتمثيلهما ضمن التشكيلة الحكومية، وردّا على سؤال يتعلق بإمكانية عزل وزراء من النهضة إذا ثبتت عدم كفاءتهم أجاب رئيس الحكومة «بنعم» قبل أن يستدرك أنه لا يحكم وحده ملمحا هنا إلى دور رئيس النهضة.
رئيس الحكومة لجأ إلى الحذر في أغلب إجاباته ولم يخف أنه وأعضاء حكومته واعون بالصعوبات الكبيرة التي تمرّ بها البلاد في ظل المخاض الثوري وأنهم جاّدون بما يتحلون به جميعهم من حس وطني لإنجاح هذه المرحلة الانتقالية رغم ما ينقصهم من خبرة وتجربة في إدارة الشؤون العامة.
التواضع يبقى الانطباع الأبرز الذي تركه حمادي الجبالي عند محاوريه من مديري الصحف الذين حصلوا في خاتمة اللقاء عن وعد صريح من رئيس الحكومة برفع كل الحواجز التي تحول دون وصول الصحفي إلى مصدر الخبر.
الجبالي يريد ربح معركة الاعلام، وهذا واضح، واللقاء مع مديري الصحف كان مناورة أولى ستتبعها مناورات أخرى.