كشف الدكتور نبيل بن صالح منسّق اللجنة الطبية الوطنية لجرحى الثورة عن الاشكاليات العالقة بملفاتهم ومحاولات الوزارة لحلها في انتظار تحديد القائمة النهائية وهو ما سعت إليه اللجان الوطنية والجهوية منذ أشهر. وذكر في حديثه ل «الشروق» أن وزارة الصحة العمومية انطلقت في معالجة ملفات الجرحى من خلال اللجان الوطنية والجهوية منذ شهر جانفي في انتظار تحديد القائمة النهائية من طرف لجنة تقصي الحقائق حول الانتهاكات والتجاوزات التي ينتظر ان تعلن عن القائمة النهائية يوم 9 أفريل الجاري.
وأوضح ان اللجان نظرت الى حد الآن في ملفات 1180 جريحا منهم 150 حالتهم الصحية تحتاج الى علاج والبقية في استقرار. وأشار الى أن الاشكال الرئيسي المتعلق بتسوية ملفات جرحى الثورة هو دخول الكثيرين على الخط لينضموا الى القائمة دون وجه حق. وأوضح في هذا السياق ان لجنة تقصي الحقائق لها عديد الطرق والوسائل للتثبت من مدى صحة انضمام البعض للقائمة.
العلاج بالخارج
هناك بعض الحالات التي تحتاج الى العلاج بالخارج وهذا ما أكد عليه السيد عبد اللطيف المكي وزير الصحة العمومية خلال لقاء تم أول أمس بمجموعة من الجرحى مع تحذيرهم من متابعة العلاج بالخارج بصفة فردية ودون المرور عبر الوزارة درءا للتعرض للتحيّل والتلاعب.
وأضاف ان الجرحى طالبوا خلال لقائهم بالوزير بالعلاج بالمصحات الخاصة فلم ير الوزير مانعا من ذلك لكن شرط أن يتم بطلب من الطبيب الخاص ويحصل على موافقة اللجنة التي يمكنها التأكد من وجود اختلاف في نوعية العلاج بين العمومي والخاص.
وأشار الى أن بعض المصابين فقدوا عضوا من أعضائهم أيام الثورة مما انجرّ عنه عدم القدرة على مواصلة العمل في الوظيفة التي كانوا يشغلونها وهنا طمأن وزير الصحة ووزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية الجرحى بأنه سيتمّ العمل على إدماجهم في سوق الشغل بالبحث عن مواطن شغل تناسب وضعهم الجسدي الجديد. وذكر من جهة أخرى أن الذين تعرّضوا لتشويه يمكنهم الخضوع لعمليات تجميل.
ومن الاجراءات التي تمّ اتخاذها أيضا منح بطاقات علاج مجانية وقتية تمكّن الجريح من الفحص الطبي والحصول على الأدوية غير الموجودة وغير الموجودة في المستشفى ومستلزمات العلاج بأنواعها وذلك في انتظار تمكينهم من بطاقة العلاج المجاني طيلة حياتهم.
وأضاف أن الجرحى أثاروا اشكالية التنقّل وسيتمّ منحهم بطاقات تنقّل مجاني خلال الأيام القريبة القادمة.
جريح غريب
أحد جرحى الثورة حاول التعبير عن حالته النفسية من خلال إخاطة فمه وعاش الجريح طيلة أسبوع كامل أبكم لا يقوى على الكلام.
وقال الدكتور بن صالح «تفطّنّا الى حالته أول أمس لما وقف أمام وزارة حقوق الانسان فأرسلنا سيارة اسعاف لنقله الى المستشفى لكنه رفض في البداية ثم تراجع عن قراره وتمّ نقله الى مستشفى الحبيب ثامر حيث أزيلت الخياطة على من فمه وتقع متابعته صحيا ونفسيا.
وحول أسباب إقدامه على هذا الفعل ذكر أن داخل جسده توجد شظايا رأى الأطباء أن إزالتها تشكل عديد المخاطر لكنه لم يقتنع بكلامهم.