استمع أمس قاضي التحقيق بالمكتب السابع عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس الى أقوال الوزير الأوّل السابق الباجي قائد السبسي، حول الشكاية التي رفعها محاميه ضدّ محمّد الحبيب بوصرصار الواعظ الديني بوزارة الشؤون الاجتماعية، بسبب الدعوة عليه بالموت في اجتماع عام. وكان الأستاذ عبد الستار المسعودي المحامي ورئيس لجنة الدفاع عن الباجي قائد السبسي قد قدّم شكاية جزائية للنيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضدّ الحبيب بوصرصار الواعظ الديني بوزارة الشؤون الدينية لاتهامه بارتكاب جريمة التهديد بما يوجب عقابا جزائيا، وذلك على خلفية الخطاب الذي ألقاه وسط حشد جماهيري بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة يوم الأحد 25 مارس الماضي، اذ دعا بالموت على الباجي قائد السبسي وكان يردّد عبارة «الموت للسبسي» مع الذين كانوا يستمعون اليه. السبسي قال أمس أمام قاضي التحقيق بابتدائية تونس إنّه لا يعرف هذا الشخص وأنّه علم بالموضوع أثناء عودته من المنستير في اتجاه تونس، واعتبر أنّ ما صدر عن بوصرصار هو فتوى باهدار دمه، يجب تنفيذها آجلا أم عاجلا، وقال عن المتلقين الذين كانوا يردّدون كلمة «الموت للسبسي» لا يفرّقون بين معاني الموت حسب ماقال المشتكى به ولا يعرفون ان كان المقصود هو الموت المادي او السياسي. وأضاف بأنّه ماكان ليشتكي اذ أنّه لم يشتك في حياته ضدّ اي شخص وقال إن من تداعيات الفتوى التي اصدرها بوصرصار هو تعرّض أحد وزراء حكومته مؤخّرا للاعتداء بالعنف بعد نعته بالعلماني والتابع للسبسي. الأستاذ عبد الستار المسعودي المحامي تمسك بأقوال منوّبه وطلب احالة المشتكى به من أجل جريمة التهديد بما يوجب عقابا جزائيا في نطاق اجراءات القيام بالحق الشخصي والتي تخوّل للمحامي المشتكي تتبع كل مجريات القضية في جميع تفاصيلها. وينتظر أن يتمّ استدعاء الحبيب بوصرصار واستنطاقه بخصوص ما نسب اليه من تهم. ويشار الى أنّ تهمة التهديد بما يوجب عقابا جزائيا منصوص عليها بالفصل 222 من المجلّة الجزائية ويصل عقابها الى السجن لمدّة خمسة أعوام وأدناه ستة أشهر.