أشاد رئيس المجلس الإسلامي في الدنمارك التونسي السيّد عبد الحميد الحمدي في حديث له لوكالة «قدس براس» بالتصريحات المنقولة عن وزير الشؤون الدينية التونسي المتصلة بعدم جعل المساجد منبرا لنشر أفكار المذهب الشيعي حفاظا على وحدة البلاد المذهبية، واعتبر ذلك خطوة في الطريق الصحيح لإعادة الدور الطلائعي للمسجد في تونس.
ودعا الحمدي في تصريحات خاصة ل «قدس برس» وزارة الشؤون الدينية في تونس إلى إيلاء المساجد الأهمية الكبرى التي تستحقها للإسهام في تحقيق أهداف ثورة الشعب التونسي، وقال: «لقد تابعت باهتمام بالغ التوجهات التي أعلن عنها وزير الشؤون الدينية التونسي الدكتور نورالدين الخادمي بشأن اعتزامه حماية المساجد لتكون جزءا من دعائم الوحدة المذهبية والعقائدية، وهي إشارة مهمة تستحق الإشادة. وإنني أنتهز هذه الفرصة لدعوة المسؤولين عن الشؤون الدينية التونسية إلى الاستمرار في العناية بالمساجد من حيث نظافتها وتزويدها بالكتب اللازمة للمؤمن، والمساعدة في تحقيق الفهم الصحيح والمعتدل للإسلام وفقا لتعاليم المذهب المالكي الذي يعتبر المذهب الرئيسي ليس لأهل تونس وحدهم وإنما لأهل المغرب العربي كافة».
وأعرب الحمدي عن أمله في أن يعود المسجد في تونس إلى الاضطلاع بدوره في خدمة قيم الاعتدال والوسطية، وقال: «لا شك أن المرء يأمل في أن تعيد جهود المشرفين على وزارة الشؤون الدينية للمسجد في تونس هيبته ووقاره، لا سيما أنه تم تهميشه طيلة العقود الماضية من الاستقلال، وتم احتقار أهله وتهميشهم أدبيا وماديا، بعيدا عن أي تجاذبات سياسية أو حزبية ضيقة، ليكون للمسجد دوره في ترسيخ قيم الحرية والكرامة التي هي من أهداف الثورة الأساسية، وأحد مبادئ الإسلام الرئيسية. وما يبعث على الامل في ذلك هو الأنباء المتواترة عن عودة الحياة إلى جامع الزيتونة ليكون منارة للعلم والاعتدال والوسطية، ليحافظ على الخط الذي عرفت به تونس»، على حد تعبيره.