تحتضن اليوم الجمعة 6 أفريل دار الثقافة محمد المرزوقي بدوز العرض الأول لمسرحية «ترياق» لفرقة بلدية دوز للتمثيل. يفتتح اليوم السيد المهدي مبروك وزير الثقافة الدورة السابعة لمهرجان دوز الوطني للفن الرابع الذي يتواصل الى يوم 10 أفريل وبمشاركات مغاربية لأول مرة من الجزائر والمغرب وضيوف من ليبيا.
الوزير سيحضر العرض الأول للعمل الجديد لفرقة بلدية دوز للتمثيل التي أكدت في كل أعمالها السابقة أنها فرقة محترفة رغم انتمائها لجمعيات الهواة وقد حازت على عديد الجوائز كما تعاملت مع مخرجين محترفين من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي وفي مسرحيتها الجديدة التي كتبها قيدوم الجمعية الناصر عبدالدائم منحت الجمعية الفرصة لأحد أبنائها مكرم السنهوري خريج المعهد العالي للفن المسرحي ليخوض تجربته الأولى في الاخراج وقد انتمى الى الجمعية منذ أن كان تلميذا في السنوات الأولى من التعليم الإعدادي وهذا نموذج للدور التربوي الذي تقوم به الجمعية.
«السراب»
هذه المسرحية لخص الناصر عبدالدائم فكرتها الأساسية بالقول «عندما يلهث الإنسان خلف حلم/سراب .. يكون الطريق بلا نهاية.. و لا أحد يعرف حدود الضياع.. و لا حدود العمر.. لا في الزمان و لا في المكان...عندما تشتد حيرة السؤال... متى انفصل الصحراوي عن المنبت/الأصل؟... من أين تبدأ مسيرة الشقاء؟...إلى أين تمتد الخرافة/الصحراء؟...وأين تنتهي حدود الفراغ/العراء؟... و الصحراء... بكل زخمها الخرافي و الفني... بكل عمقها التاريخي و سحرها الجمالي... إلى أي مدى ستظل مغيبة منسية؟... و هل يتحول النسيان إلى رحمة تنقذ الصحراوي من شقاء الحنين و عذاب المنفى؟... أم يكون نقمة تصيب الجسد فيفقد الذاكرة؟... أو لعنة تصيب الرّوح فتظل طريق العودة؟..».
قراءات الصحراء
مكرم السنهوري يقول عن عمله الأول في الاخراج إنه أراد أن يواجه السؤال الأبدي حول الوجود والعدم في فضاء الصحراء الواسع الذي قال عنه محمود المسعدي «ويرتد إليك البصر وهو حسير».
فالصحراء بصمتها وأفقها اللانهائي تطرح أسئلة موجعة على الفرد الذي يشعر فيها بالضياع واللاجدوى والعدم وضآلة الوجود البشري في أفق بلا نهاية ...الصحراء التي ألهمت الشعراء وخرج منها الأنبياء برسالاتهم الى العالم ،هذه الصحراء كيف نقرؤها اليوم وكيف نفكر فيها ؟
هذا ما تبحث فيه مسرحية «ترياق»التي تجدد من خلالها فرقة بلدية دوز للتمثيل علاقتها مع الجمهور بعد غياب موسمين بمناسبة تنظيمها للدورة السابعة لمهرجانها الوطني للفن الرابع الذي يخطو في هذه الدورة خطوته الأولى نحو التدويل.
والمسرحية تجمع بين قدماء الفرقة ومجموعة من الأطفال والشباب وهم منصور الصغير والناصر عبدالدائم وجمال بن عبدالله ومحمد الحداد والكيلاني بن فرج ومحمد بالحاج ومحب الصغير وياسر بن عبدالله وخيري بن عمر.