مازال سكان مدينة بوسالم من ولاية جندوبة وخاصة المناطق والأحياء التي تضررت من الفيضانات الأخيرة يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة كما أن المدينة مهدّدة بكارثة بيئية كل ذلك يحدث في ظل تجاهل السلط لمطالبهم ومحدودية التدخلات التي تنقذهم.
الأحياء المتضررة وهي ثمانية مازالت تغمر مناطق منها المياه الراكدة في الشوارع والبيوت وما يمكن أن يسببه من أمراض وأوبئة جراء الروائح الكريهة المنبعثة هنا وهناك وقد أكد عدد من الأهالي «للشروق « استغرابهم من تأخر التدخل المناسب للسلط الذين تدخلوا تدخلات متواضعة وقت الفيضانات وغادروا بلا رجعة رغم حاجة المواطنين والمساكن والأحياء المتضررة لتدخلات متواصلة مشيرين الى غياب شفط المياه التي تحولت إلى برك مياه ومصدر للأوحال والروائح الكريهة والناموس . رغم مرور أكثر من شهر عن الفيضانات وتنقل فرق للمعاينة وجرد الأضرار فإن التعويض حسب المواطنين قد تأخر رغم حاجة المواطن المتأكدة للتعجيل بصرف التعويض لإعادة الحياة للبيوت والمساكن التي تضررت وهو واقع قالت عنه مصادر من الولاية أنه تم جرد الأضرار عن طريق تكوين لجنة معاينة ميدانية زارت الأحياء المتضررة بمدينة بوسالم وسيتم التعويض حسب حجم الضرر في القريب العاجل .
أما فيما يتعلق بالأضرار الفلاحية والتي قدرت بقرابة 4 آلاف هكتار جرفتها المياه فإن الفلاحين تساءلوا عن تأخر التعويض وخاصة بالأسمدة والأدوية والزراعات أغلبها أتلفت ولا جدوى من تسميدها ومداواتها وحتى المتضررة نسبيا فإن التأخر في تقديم المساعدة لا يخدم مصلحتها .
النواة السكانية « الروماني « التي تم بناؤها من طرف الدولة بعد فيضانات 2003 وتم ترحيل مئات العائلات نحوها شكلت هي الأخرى هاجسا للسكان الذين أعربوا عن تضايقهم من ظروف العيش جراء ضيق المساكن مقارنة بما كانوا يملكونه من مساحات وبيوت بالأحياء قبل تهجيرهم كما أكد فريق منهم عدم تمكينهم من شهائد ملكية لهذه المساكن وعجزهم عن التوسعة في البناءات نتيجة صغر المساحات .وأكد العديد أنهم ندموا ندما شديدا على مغادرتهم لسكناهم القديم والتنقل لحي الروماني الذي لم يتأقلموا فيه مع واقعهم الجديد إلى حد اليوم رغم مرور أكثر من نصف عقد .
وبين منتظر للتعويض عن الضرر وملتفت لواقع المدينة ونادم على ما يعيشه في سكناه الجديد تظل مدينة بوسالم بمختلف أحيائها وتجمعاتها السكنية تنتظر تدخلات عاجلة ورشيقة تعيد الطمأنينة لأهلها وتؤسس لقادم خال من كل ما من شأنه أن يعكر صفو حياة أناس أرهقتهم الطبيعة وأعيتهم لا مبالاة الآخرين من أصحاب القرار والمسؤولين .