يعد حي الزغادية بمدينة جندوبة من أكثر الأحياء التي ضربتها الفيضانات في المدة الأخيرة وخلفت أضرارا للسكان حين داهم البيوت وأتى على التجهيزات والممتلكات. هذا الحي وخاصة نهج الآمال كانت الحصيلة فيه أضرارا كبيرة حين غمرت المياه قرابة الخمسين مسكنا بالكامل وصل معها ارتفاع المياه داخل البيوت الثلاثة أمتار ورغم حجم الضرر فإن تدخلات المصالح الجهوية والحماية المدنية والجيش كانت متواضعة حسب ما أكده عدد من المتساكنين .
وما زاد الأمر سوءا هو تواصل تجاهل الوضع بهذا الحي الذي سيتحول إلى كارثة بيئية وصحية خاصة والمياه والأوحال مازالت داخل البيوت في مشهد قاتم ومؤلم وليس للسكان الذين مازال الكثير منهم يبيت في العراء فوق سطوح المنازل سوى الصبر وأي صبر أمام تواصل التجاهل وتأزم الوضع نحو الأسوأ خاصة وأن تواصل تواجد المياه والأوحال المحملة ببقايا الحيوانات الميتة المترامية جثثها هنا وهناك سيسبب كارثة صحية وأمراض وأوبئة وأنه بات من الضروري التدخل العاجل لشفط المياه وإزالة الأوحال والمداواة ليسلم السكان من خطر بدأت معالمه تكبر يوما بعد يوم .مع العلم أن أصحاب المساكن المتضررة قاموا باستدعاء عدل منفذ لمعاينة الأضرار على كاهلهم الخاص والتي تقر بكارثية الأضرار .
الوضع الذي عاشه سكان حي الزغادية ومازالوا يعيشونه إلى اليوم والذي ينبئ بكارثة بيئية وإنسانية دفع السكان وهم قرابة 80 مواطنا للإحتجاج مرتين أمام الولاية للمطالبة بالتدخل العاجل لتخليصهم من الأوحال والمياه الراكدة والروائح الكريهة ومداواة الحي لتجنيبه الأمراض والأوبئة التي تتربص بهم وبعد تفاوض مع والي الجهة تم بعث لجنة جهوية جديدة لدراسة الوضع واتخاذ التدابير اللازمة لتخليص السكان من الخطر القادم على مهل .