أدان المنصف المرزوقي رئيس الدولة المؤقت في حوار أدلى به مساء أمس للقناة الوطنية الأولى العنف ضد المتظاهرين في مداخل شارع بورقيبة بالعاصمة الذين خرجوا في مظاهرة سلمية لإحياء ذكرى عيد الشهداء كما أنحى باللائمة على المتظاهرين الذين تحدوا قرار حظر التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة. وقال إنّه كان على أعوان الأمن ضبط النفس الى حدّ أقصى مؤكدا في الآن ذاته أنّ في كل دول العالم هناك مناطق يمنع فيها التظاهر مثل ما هو الشأن في شارع الشانزلزيه بالعاصمة الفرنسية باريس ولا عيب في ذلك. كما قال إنّ شارع بورقيبة شارع رئيسي في حال تعطّله تتعطّل كافة المصالح في قلب العاصمة سواء حركة المرور أو الحركة التجارية مبرزا أن غلقه ليس نهائيا وقد تمّ اتخاذ هذا القرار تبعا لتشكيات في هذا الاتجاه.
كما قال المرزوقي «أنا مع حق التظاهر السلمي وأنا آسف للعنف وأتمنى للجرحى سواء من أعوان الأمن أو المتظاهرين الشفاء العاجل «الكلهم أولادنا توانسة». وأضاف خلال البرنامج التلفزيوني «حديث الساعة» الذي بث على القناة الوطنية الأولى أمس الاثنين «آسف بعمق لإصابة متظاهرين مسالمين» قبل أن يشدد على إصابة حوالي عشرة من العناصر الأمنية منددا في الآن ذاته بما وصفه «صراع القوة غير المقبول بين الدولة التي منعت التظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة وتعمّد المتظاهرين انتهاك هذا المنع. وقال في السياق ذاته «أدعم الحكومة التي تعمل ليلا نهارا، تونس تتعافى لكن البعض يسعى إلى إغراقها».
وقال أيضا «يجب أن نتفق أننا وصلنا الى أمر غير مقبول من ذلك المطالبة بتحرير شارع بورقيبة من قرار منع التظاهر. هناك أطراف سياسيّة وجب أن تتحمّل مسؤوليتها في هذا الاتجاه» مضيفا أن الدعوة الى حل المجلس التأسيسي «كفر».
وذكر ان الانتخابات سيجري تنظيمها خلال عام و»إن كان بالامكان تنظيمها خلال شهر أفريل 2013 سيتم ذلك من أجل الاستقرار في البلاد لا بد من الاستقرار». وأوضح المرزوقي أن هوية البلاد حُسمت بوعي ونضج يحسب لحركة النهضة من خلال الابقاء على الفصل الاول للدستور لتفادي جدل قد يدوم أشهرا قائلا «نحن دولة هويّتها عربية اسلامية وستكون مدنيّة».
كما قال رئيس الدولة إنه سيزور جربة يوم 11 أفريل الجاري لإحياء ذكرى التفجير الذي استهدف معبد الغريبة وسيحضر مراسم عيد الفصح في الكنيسة مبرزا أن في ذلك رسالة منه كممثل لكل التونسيين للأقليات التي تنادي بتهديد اليهود وسجلت اعتداء على كنيسة بأنّ تونس مبنية على التعددية وشعبها يعدّ من أكبر شعوب العالم وأنّ هؤلاء الرافضين للتعددية هم «جزء وسخ فينا يجب متابعتهم قضائيا».
وتوجّه الرئيس إلى التونسيين بالقول «هؤلاء أنتم ترفضونهم وأنتم تدينونهم وأنتم من يتصدّى لهم ويقاومهم ويقاضيهم حتّى لا نترك هذه الضالة الصغيرة على حدة». وأكّد المنصف المرزوقي أنه أوصى خلال اجتماع له مع قيادة الجيش والقيادة الامنية بضرورة «تفادي أساليب بن علي في التعذيب إذا ما قدّر الله مواجهة بيننا وبين السلفيين» مضيفا أن وزير الداخلية العريّض أوصى بذات الموقف ومثله فعل رئيس الحكومة المؤقتة.
وقال المرزوقي إنّ كل من يمارس التعذيب أثناء الايقاف سيتحمل مسؤوليته الجزائية كاملة وأنه سيحرص شخصيا على متابعة هذا الملف مؤكدا أنه «لن يكون هناك تعذيب في تونس».
وذكر أيضا أنه أسدى تعليمات لتغيير عقوبات 122 سجينا تونسيا كانوا يواجهون عقوبة الاعدام فتمّ اخراجهم من زنزاناتهم ومن عذاباتهم النفسية اليومية ليحصلوا على المؤبد.
وفيما يتعلّق بأداء الدبلوماسية التونسية قال المرزوقي «أنا فرحان» بأداء الدبلوماسية التي تستغل الهيبة والكرامة التي تحظى بها تونس ما بعد الثورة والتعطش الدولي للتعامل مع بلدنا لتنشط في اتجاه تسجيل نقاط اقتصادية.
وحول مستقبله السياسي قال المرزوقي «أنا إنسان خدّام» وسأعمل حتّى يكون ما سأقوم به زادي للترشح في المناسبات الانتخابية القادمة إن قررت الترشح ويكون زادي للرضاء عن النفس في حال قررت عدم الترشح. وقال إنه مقتنع جدّا بالخصوصية التونسية في القدرة على التوافق مبرزا أنه من أنصار حكومة الوحدة الوطنيّة وأنه يسعى إلى عدم حصول شرخ ثالث في المجتمع التونسي ما بعد شرخ المعركة البورقيبية اليوسفية ومعركة الاسلاميين وما يسمى بالحداثيين.