رست بميناء قابس مؤخرا باخرة هولاندية عملاقة تحمل على متنها 650 سائحا أغلبهم أمريكيين جاؤوا في زيارة عابرة يأمل الجميع ان يكون أثرها ورجع صداها بعيد المدى ليعيد للسياحة بالجهة بعض بريقها وسالف نشاطها... «الشروق» كانت حاضرة وواكبت الأجواء الاحتفالية التي رافقت استقبال الرحلة والتقت عددا من الأطراف لمعرفة أبعاد وآثار الحدث على الجهة عموما وعلى السياحة خصوصا.
البداية كانت مع السيد عمر الشهباني والي قابس حيث صرّح «لدينا في قابسالمدينة كل وسائل النقل من سكك حديدية وطريق سيارة بعد اتمام انجازها قريبا ان شاء الله والميناء البحري والمطار فهذه الوسائل تمكننا من أفق واسع ورحب لتنمية السياحة ولا يمكن ان تبقى دون تثمين واستغلال ودون احاطة وتوجيه ومهمتنا الاولية هنا ان نقوم بالاحاطة لتركيز وتحسين هذه الوسائل فنحن بصدد تحسين وضعية المطار وفتح آفاق للميناء وايصال الطريق السيارة الى قابس اولا ومنها الى راس جدير ان شاء الله وتحسين عملية ايصال المسافرين عبر السكك الحديدية الى قابس ثم ان شاء الله في القريب العاجل سنبدأ في دراسة القسم الثاني لتربط السكك الحديدية قابس براس جدير وهو ما سيمكن قابس من عملية سياحية وتنموية كبرى». ويواصل والي قابس حديثه «هذا من ناحية قاعدة العمل الاساسية أما من ناحية السياحة كسياحة فتنشيطها لا يقتصر فقط على جلب السائح فلا بد أن نعد أولا البنية الاساسية للسياحة داخل المنطقة اذ توجد مسالك سياحية لا بد من التعريف بها كما ينبغي وتوجد مواقع سياحية لا بد من ابرازها وتحسينها من اجل اشعاعها وتثمينها لنحولها الى مقدرات ثقافية عبر عملية اشهارية بالثقافة المهرجانية بمعنى ان نقوم بمهرجانات تختص بهذه الافاق والخصوصيات الجهوية كمهرجان القرى الجبلية بمطماطة او القرى المجاورة فنقوم بعمل سياحي بامتياز وعندما نقوم بمهرجان الواحات في قابس او مهرجان جز الاغنام في عطوش الحامة فنحن نقوم ايضا بالتعريف بتراثنا والتعريف بالسياحة الجهوية وعندما نقوم بتهيئة شاطئ الحمروني او بتهذيب الكرنيش في قابس فنحن ايضا نقوم بعمل سياحي بحري وعندما تتظافر هذه الوسائل وهذه الادوات انذاك يحق لنا ان ندعوا ضيوفنا لزيارتنا ليجدوا بيتنا مهيأ ومعدا لاستقبالهم في أحسن الظروف».
«عندما تأتي هذه الباخرة مثلا فنحن لا نحتفي بها فقط احتفاء بضيوف نزلوا بأرضنا - وان كان ذلك من واجبنا - ولكن ايضا من خلال هذه الاحتفالية نؤكد اننا نرمي من ورائها الى ان تعود هذه الباخرة وغيرها الى هذا المكان بعد ان وجدت ما تبحث عنه من حسن الضيافة وحسن التجول والتنقل بين مختلف المناطق في وجود سياحة متنوعة بحرية وجبلية وثقافية وواحية».
سليم بن جاب الله رئيس مدير عام وكالة اسفار تونسية مختصة في الرحلات البحرية «نتمنى ان تكون هذه بادرة خير على السياحة التونسية فهذه باخرة سياحية هولندية الاصل على متنها سائحون هولنديون وامريكيون ويتمثل برنامجهم لهذا اليوم في زيارة القرية البربرية بمطماطة وواحة قابس وسوق جارة بالنسبة للافواج الاولى ثم سيقوم الفوج الثاني عن طريق سيارات رباعية الدفع بزيارة قرية مطماطة ومدينة دوز ونتمنى انجاح هذه الرحلات وكما نجحنا في السابق فبإمكاننا ان ننجح حاليا لإعادة السياحة الى ربوع الجهة عبر ميناء قابس بما سيساعد على التنمية الاقتصادية التونسية».
«هذه الرحلة السياحية تمت بالتنسيق مع وزارة السياحة وقد بقيت هذه الشركة نفسها في سنة 2011 وفية للربوع التونسية رغم الوضع الأمني وكانت تأتي عبر ميناء حلق الوادي فقمنا بالاتصال بها وابراز جمالية الجنوب التونسي وترويج صورته فكانت هذه الرحلة التي نتمنى ان تعقبها رحلات أخرى».
حسين جلولي مدير ميناء قابس «الحقيقة ومنذ الاعلان عن وصول هذه الباخرة السياحية باشرت ادارة الميناء بالتنسيق مع السلط الجهوية للاعداد من اجل انجاح هذه الرحلة وكانت ادارة الميناء قد انكبت منذ ايام على الاعداد الجيد خاصة من الناحية اللوجستية بما جعل هذه الباخرة ترسو في ظروف طيبة بالاضافة الى الاتصالات التنسيقية مع المندوبية الجهوية للسياحة وكافة السلط الجهوية لانجاح هذه الرحلة التي حملت معها 650 سائحا من بينهم 471 سائحا امريكيا فأردناها خطوة اولى ناجحة لتعقبها خطوات اخرى خاصة وانه لدى ميناء قابس والجهة عموما المقومات الاساسية لاستقبال سفن الرحلات السياحية ولديوان الموانئ التجارية والبحرية الدراية الكافية بمعالجة والتعامل مع مثل هذه الانشطة في احسن الظروف ونتمنى ان تكون هذه البداية ناجحة لتتلوها رحلات سياحية اخرى يمكن ان تنجح الموسم السياحي بالبلاد عموما وبالجهة خصوصا».
الصادق بالحاج سلامة المندوب الجهوي للسياحة بقابس«أهم ما في عملية الرحلة البحرية هذه حسب رأيي شيئان الاول على المستوى الوطني وهي ان منظم اسفار بحرية ينظم رحلة كبيرة ويقرر ان يقف في قابس باعتبارها بوابة الصحراء والجنوب عموما دليل على ان له ثقة في وضع البلاد واننا تجاوزنا مرحلة التشكيك في الوضع الأمني وما يهمنا اكثر في قابس هو ان النشاط السياحي وبعد ان انكمش قليلا بل يمكن القول ان الرحلات البحرية لم ترسو في ميناء قابس منذ أكثر من سنتين فإن رسو هذه الباخرة اليوم يعطي الجهة عموما والسياحة خصوصا جرعة من الاوكسيجين للتفاؤل وانتظار مستقبل افضل للتجار والحرفيين بسوق جارة مثلا ورجال السياحة وحتى رجال الاقتصاد وهو أهم مكسب من هذه الرحلة».
ويختم المندوب الجهوي للسياحة حديثه «المكسب المادي لهذه الرحلة ثانوي مقارنه باستعادة الصورة والاشعاع السياحي لدى الاجنبي وعودة الثقة في الوجهة التونسية خاصة وان اغلبهم من امريكا وهم عادة متشككون ويبحثون عن المناطق الأكثر أمنا وبذلك نكون قد تجاوزنا مرحلة التشكيك في امن البلاد ونتمنى ان تتواصل مثل هذه الرحلات ولن يكون ذلك الا برجع صدى طيب عن هذه الرحلة فأهمية الرحلة تتجاوز ذاتها الى ما وراءها من انطباعات وتقارير الباخرة لدى عودتها لبلادها ونجاح هذه الرحلة سيشجع منظم الرحلات على تنظيم غيرها من الرحلات الى الجهة».