حذرت دمشق أمس من مخططات «الدول المعادية» لإجهاض خطة عنان مشيرة إلى أن تلك العواصم بدأت تطبخ لمرحلة ما بعد عنان فيما أكدت مصادر سورية وصول أول وفد للمراقبين الدوليين إلى الشام أمس وبداية انتشارهم اليوم الاثنين. وذكرت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية أمس أن فتح الطريق أمام مهمة المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفي عنان مرتبط «بصدق النوايا»، مضيفة أن قرار مجلس الأمن رقم 2042 الخاص بإرسال مراقبين إلى سوريا «تشوبه ملاحظات».
قوس تآمري
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر أمس: «أن ما جرى خلال الأيام الثلاثة الأولى من بدء سريان وقف العمليات (العسكرية)، يحتاج إلى توقف وتدقيق في مغزاه ودلالاته، إذ إن التصعيد السياسي والإعلامي والتحريض والتجييش الذي يترجم من قبل المسلحين مزيدا من الإرهاب وعمليات الاغتيال الممنهج، شهد تكثيفا واضحا بالتوازي مع الجهود السياسية المبذولة في مجلس الأمن».
ورأت الصحيفة أن دولا عربية وإقليمية تتآمر قائلة انه «على القوس الممتد ذاته كانت الإدارة الأمريكية تعلن عن دعم لوجستي للمسلحين يفتقده أصدقاؤها في المنطقة ويعوض عليهم عوزهم إلى الدعم السياسي العلني لزيادة تسليح الإرهابيين، وهو ما انعكس في عودة نبرة التهديد والوعيد من ثالوث التآمر القطري السعودي التركي « على حد وصفها. وأضافت إن «ثمة معضلة تفترض أن الطريق المفتوح أمام كوفي عنان محاط بافخاخ أعدتها الأدوات الأمريكية في المنطقة ومحاصر بألغام حاضرة في كل خطوة، و لا نعتقد أنها غائبة عن الذهن ويستطيع أن يقرأ ذلك بوضوح في بيانات ومواقف دول وأطراف لم تخف هويتها وموقفها ،حين تحضر النيات السابقة واللاحقة لابد أن تحضر معها البدائل».
الانتشار اليوم
وبالتوازي مع هذا المشهد السياسي, اعلن احمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الاممي الى سوريا كوفي عنان انه من المقرر أن تكون اول مجموعة من مراقبي وقف اطلاق النار قد وصلت سوريا البارحة وسيتم نشرها اليوم الاثنين.
ونقلت وكالة «رويترز» عن فوزي قوله في جنيف ان «الدفعة الاولى المكونة من 6 مراقبين سيكونون على الارض بقبعاتهم الزرقاء اليوم (الاثنين)»، مضيفا ان «الفريق الاعزل الذي يقوده عقيد مغربي سيصل من نيويورك».
واوضح انه «سيتم تعزيزهم سريعا بما يصل الى ما بين 25 و30 من المنطقة ومناطق أخرى»، وانه «سينضم اليهم 24 آخرون على الاقل في الايام القادمة». واشار الى ان «مجلس الامن سيتبنى مشروع القرار التالي الذي يجيز نشر البعثة بالكامل بناء على تقرير من الامين العام الاسبوع المقبل».
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد اعلن في جنيف الليلة قبل الماضية انه سيقدم مقترحات بحلول الاربعاء المقبل تتعلق بالبعثة الكاملة للمراقبين التي من المتوقع ان تصل الى 250 خبيرا.
ويدعو قرار مجلس الأمن من السلطات السورية ضمان امن المراقبين وحرية تحركهم، مؤكدا ضرورة أن تكون الاتصالات بينهم سرية. هذا ورحبت سوريا على لسان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان أمس بالقرار، معلنة ان ارسال المراقبين الى سوريا سوف يساعدها في إظهار من يقوم بأعمال الخطف والقتل والتدمير، وان لسوريا مصلحة بانتشار هؤلاء المراقبين على اراضيها.
واوضحت شعبان «ان وجود المراقبين هو لمصلحة سوريا ويتم ضمن السيادة السورية ووفق بروتوكول ينظم عملهم»، كاشفة أن بدء عمل المراقبين سيكون على مرحلتين، المرحلة الأولى لدى وصول 30 مراقبا هم طليعة المراقبين، حيث سيتم خلالها التوصل إلى توقيع برتوكول ينظم عمل المراقبين قبل ارتفاع عددهم إلى 250 مراقبا. وأكدت حق بلادها في التحفظ على جنسيات بعض المراقبين الأمميين ورفضها أيضا مشيرة إلى أن دمشق لن تضمن أمن المراقبين الدوليين دون مشاركتهم في التنقل من منطقة إلى أخرى.