اعلن موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان الجمعة ان على سوريا السماح باقامة "ممرات انسانية"، حسبما افاد المتحدث باسمه احمد فوزي. واضاف المتحدث ان "انان مدرك ان الوضع ليس مثاليا في هذا البلد في الوقت الحالي... هناك معتقلون يجب الافراج عنهم وممرات انسانية يجب فتحها"، مذكرا بان اكثر من مليون شخص في حاجة الى مساعدات غذائية في سوريا بحسب الاممالمتحدة. من جهتها قالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي اليزابيث بيرز ان المنظمة توزع حاليا المساعدة الانسانية عبر الهلال الاحمر السوري منذ بدء عمليتها العاجلة في كانون الاول/ديسمبر الماضي. واضافت ان "عدد الذين تم الوصول اليهم في اذار/مارس الماضي بلغ 106 الاف". وقال فوزي الجمعة في جنيف ان وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الخميس في الساعة 3.00 ت غ "تم الالتزام به نسبيا" حتى الان معتبرا انه من الضروري ارسال مراقبين دوليين الى سوريا في اسرع وقت ممكن للاشراف على تطبيقه. واضاف ان مشروع القرار الذي سيناقش الجمعة في مجلس الامن ينص على ارسال فريق طليعي "في اسرع وقت ممكن" يتالف من "10 الى 12 شخصا" مشيرا الى انه اذا ما تحول وقف اطلاق النار الى "وقف حقيقي للقتال فان المجلس قد يسمح ببعثة كاملة". واوضح ان "البعثة الكاملة ستضم 250 مراقبا" مشيرا الى انهم يمكن ان يكونوا من القوات الموجودة بالفعل في المنطقة ومن ثم يمكن نشرهم "سريعا" لانهم مستعدون فعليا للتدخل. واكد ايضا ان هذه القوات ستكون من جنسيات ترضى عنها السلطات السورية اي سواء من اسيا او اميركا اللاتينية او افريقيا. واضاف المتحدث ان كوفي انان يرى ان الحكومة السورية وافقت على نشر بعثة الاممالمتحدة نظرا لان دمشق "وافقت على خطة النقاط الست لانان" التي تقضي بوضع آلية اشراف تابعة للامم المتحدة. الى ذلك قال نشطاء إن القوات السورية التابعة للرئيس بشار الأسد اشتبكت اليوم الجمعة مع معارضين مسلحين قرب الحدود مع تركيا وانها قتلت بالرصاص محتجا في مدينة حماة. ويهدد ذلك وقفا هشا لإطلاق النار توسط فيه كوفي أنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية بدأ الخميس. ودعت المعارضة السورية الى خروج مظاهرات حاشدة اليوم بعد صلاة الجمعة لاختبار وقف اطلاق النار ومدى تحمل قوات الاسد لعودة المحتجين الى المظاهرات السلمية في الوقت الذي تنامت فيه الضغوط على دمشق لتلتزم بشكل كامل بخطة السلام التي رعتها الاممالمتحدة. وتحرك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على وجه السرعة للاستجابة لدعوة أنان الى نشر سريع لقوة دولية لمراقبة الهدنة في سوريا لمنع وقف اطلاق النار من الانهيار. وقال مبعوثو مجلس الامن انهم سيجتمعون مجددا الجمعة الساعة 1100 بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش) بعد الاجتماع المغلق الذي عقدوه الخميس على أمل الاتفاق على مسودة قرار أعدتها الولاياتالمتحدة والتصويت عليها قبل نهاية اليوم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إن اشتباك اليوم اندلع في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا بعد أن انتشرت قوات الجيش لمحاولة إخلاء المنطقة من مقاتلي المعارضة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن بعض المسلحين انسحبوا حين بدأ إطلاق النيران. وأضاف أنه لم ترد تقارير على الفور بوقوع خسائر بشرية وأن القتال توقف فيما يبدو. وذكرت لجان التنسيق المحلية إن إطلاق نار كثيفا وقع بقرية خربة الجوز القريبة من الحدود التركية. وأضافت أن عشرات الدبابات انتشرت على مشارف القرية. وقال عبد الرحمن إن وقف إطلاق النار الذي بدأ امس صامد فيما يبدو في بقية أنحاء البلاد غير أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات على انسحاب الجيش من المراكز السكانية مثلما دعا أنان. وصرح بأن أربعة اشخاص على الاقل قتلوا في سوريا امس الخميس. وذكر ان ثلاثة قتلوا بنيران القناصة في مدنية حمص معقل المعارضة للاسد كما قتل رجل بالرصاص عند نقطة تفتيش في محافظة حماة. وتحدث المرصد أيضا عن عدد من المظاهرات خرجت الليلة الماضية في مدينة دير الزور بشرق سوريا ومدينة حلب التجارية في الشمال. وذكر ان قوات الامن السورية فرقت المظاهرات وأطلقت الرصاص في الهواء. وتقول الأممالمتحدة إن قوات الأسد قتلت تسعة آلاف شخص منذ اندلاع الانتفاضة ضدها قبل 13 شهرا. وتنحي السلطات باللائمة في أعمال العنف على متشددين مدعومين من الخارج تقول إنهم قتلوا ما يزيد عن 2500 من أفراد الجيش والشرطة. ورحب زعماء العالم بوقف القتال الذي هدد بالامتداد الى دول مجاورة في الشرق الاوسط وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ان الموقف يبدو أهدأ. وقال في مؤتمر صحفي في جنيف "العالم يراقب لكن بأعين متشككة لان الحكومة السورية لم تف من قبل بكثير من الوعود التي قطعتها". وصرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الجمعة بأنه لا يعتقد أن الرئيس السوري صادق في إعلان وقف إطلاق النار وإنه ينبغي نشر مراقبين دوليين لمراقبة الوضع في البلاد. وقال ساركوزي في مقابلة مع قناة إي.تيليه التلفزيونية "لا أعتقد أن بشار الأسد صادق... لا أؤمن للأسف بوقف إطلاق النار هذا". ويريد أنان نشر 250 مراقبا غير مسلح في سوريا. وقال السفير الروسي بالاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان مجلس الامن قد يتبنى قرارا يسمح بنشر مراقبين من الاممالمتحدة في سوريا ربما الجمعة. وقال تشوركين "نشر البعثة بالكامل سيستغرق بعض الوقت... اذا تمكنا من نشر 20 او 30 مراقبا في مطلع الاسبوع القادم فسوف يكون ذلك جيدا جدا". وتطالب المسودة المطروحة على مجلس الأمن والتي تقع في صفحتين دمشق بأن "تضمن حرية كاملة وبلا قيود للحركة في ارجاء سوريا لجميع العاملين بالبعثة بما في ذلك الوصول -دون إخطار مسبق- الى اي مكان او منشأة ترى البعثة انه ضروري". كما تتضمن ان المجلس "يعبر عن تصميمه في حالة عدم تنفيد الحكومة السورية لتعهداتها على دراسة مزيد من الاجراءات المناسبة".