دعت باريس أمس الى إقامة ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية في سوريا لحماية المعارضة المسلحة فيما أعلنت موسكو أنها لن تسمح لمجموعة أصدقاء سوريا بإفشال خطة عنان لتسوية الأزمة متهمة أطرافا في المعارضة بالسعي الى تقويضها. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المسؤولية الاساسية عن الاحداث السورية تتحملها السلطات، و»لكن من أجل تسوية الازمة، يجب أن نطالب كافة اطراف النزاع بنفس الشيء».
عمل كل ما هو ممكن
وتابع أنه يتعين على المجتمع الدولي عمل كل ما هو ممكن من أجل تنفيذ خطة عنان معبرا عن استعداد موسكو للعمل كل ما هو ممكن لضمان وقف اطلاق النار بموجب خطة كوفي عنان.
وأضاف : إن الاوضاع في سوريا غير مستقرة. وهناك من يريد زعزعتها اكثر، من خلال قيامه بالاستفزازات واعمال العنف، يجب محاربة هذه الاستفزازات».وأكد وزير الخارجية الروسي على ضرورة إرسال «مجموعة متكاملة من المراقبين الدوليين، وضمان أمنهم». وقال إن الحكومة السورية تجري مشاورات حول الموضوع مع خبراء الاممالمتحدة.
وأردف لافروف أن روسيا لن تسمح ل «مجموعة اصدقاء سوريا» باحتواء خطة كوفي عنان، مؤكدا أن الحلول والتقييم ستعلن في مجلس الامن الدولي حصرا .وأعرب عن دهشته من تصريحات «مجموعة اصدقاء سوريا» التي تشير إلى انها الجهة المخولة لتقييم تنفيذ خطة كوفي عنان.
وفي حديثه عن مخاطر التدخل العسكري في سوريا، اشار لافروف الى أن العمليات التي نفذتها قوات الناتو لم تزعزع اوضاع ليبيا فقط، بل والاوضاع في بلدان اخرى وفي المنطقة ككل، وهذا اثر بشكل سلبي على الوضع في مالي. وقال في ذات الإطار «بعد الهجمات التي قام بها الناتو في ليبيا، والتي لا علاقة لها بتفويض مجلس الامن الدولي، اصبحت الدولة في وضع متزعزع جدا».
ممرات آمنة
في الطرف المقابل، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس إلى إقامة ممرات للمساعدات الإنسانية في سوريا لحماية معارضي الرئيس بشار الأسد وحث القوى العالمية على إظهار الوحدة لإقناع روسيا والصين بالتخلي عن دعمهما للأسد.
وقبل اجتماع لوزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا»، جدد ساركوزي الدعوة الى إقامة ممرات آمنة لمنظمات الإغاثة بموافقة سوريا أو بتفويض دولي لنقل الغذاء والدواء إلى نحو مليون مدني .وفي تطرقه إلى حمص زعم ساركوزي أن بشار الأسد يريد محو حمص من على الخارطة مثلما أراد القذافي تدمير بنغازي».
خطر على أمن «الناتو»
بدورها، صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن الأزمة السورية تمثل خطرا على أمن الناتو لأنها تحدث على الحدود مع الحلف. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي بمقر الناتو في بروكسيل وفقاً لوكالة «انترفاكس» الروسية: «إن أراضي تركية ولبنانية تعرضت للقصف منذ أسبوعين من جهة سوريا وإن تركيا، وهي العضو في حلف شمال الأطلسي، قد عانت من تدفق اللاجئين الذين تستضيفهم في أراضيها، وكذلك من القصف الذي أودى بحياة مواطنين تركيين».
وأكدت الوزيرة الأمريكية «أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في حلف الناتو يدعمون خطة عنان ودعوته الى تأمين مهمة المراقبين في سوريا». وقالت كلينتون «إن المسؤولية عن استمرار العنف تقع ليس فقط على الرئيس الأسد، وإنما على أنصاره،» مشيرة إلى «أنه على الأخيرين أن يوضحوا لماذا يستأنف العنف كل مرة بعد وعود عديدة بوقفه؟».