يعكف الثنائي، ألفة العبيدي، وبشير الزمامي، على تحضير عرض فني، في شكل كوميديا موسيقية مصغّرة، بعنوان «رسالة الى قرطاج» (Lettre à carthage)، ويحكي هذا العرض ضمنيا عن وضع المرأة في تونس.
فكرة «رسالة الى قرطاج» هي في الواقع للشاعرة ألفة العبيدي، التي تشارك في هذا العرض بأشعارها، فضلا، عن أنها ستتولى انتاجه. أما تجسيد العمل ركحيا، واخراجا، فسيكون بامضاء الأستاذ بشير الزمامي، وهو أستاذ موسيقى، متحصّل على الأستاذية من المعهد العالي للموسيقى، ويدرّس به حاليا، بعد تحصّله على الماجستير في الدراماتورجيا الموسيقية وهو يدرّس نفس اختصاص تخرّجه أيضا بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس، فضلا عن اعداده لرسالة الدكتوراه في هذا الاختصاص، وتحديدا حول الدور الرمزي للموسيقى في المسرح، أو بمعنى آخر كيف يكتب نص مسرحي انطلاقا من نصّ موسيقي.
ومن هذا المنطلق، حدّثنا الاستاذ بشير الزمامي عن عرض «رسالة الى قرطاج»، قائلا «هو حوار بين 03 شبّان تونسيين، اختصاصهم الرسم على الجدران وبين شخصيات من عصور مختلفة، وهم «علّيسة» و«الكاهنة البربرية»، و«الطاهر الحداد»... يلتقون ببعضهم البعض في مقهى «لونيفار» (L›univers) ويتحاورون، بحضور نادل المقهى الذي هو حقيقة نادل بمقهى...».
ويواصل محدّثنا، تفسير فكرة العرض، ليؤكّد أن العرض في الأخير هو حوار حضارات، مشيرا الى أن الركح سيكون عبارة عن فسيفساء فنية تجمع المسرح، بالموسيقى والفن التشكيلي والشعر والرقص، والصورة.
فسيفساء فنية
كما أوضح الأستاذ بشير الزمامي، أن كل شكل فني سيجسّد مختصّين من طلبة المعهد العالي للموسيقى، من خلال مجموعة «مزراب»، واختصاصهم المزج بين الموسيقى التونسية والموسيقى التركية، بالاضافة الى ممثلين من المعهد العالي للفن المسرحي، فضلا عن المختصين في الرقص، وعن طلبة معهد الفنون الجميلة بتونس، الذين سيرسمون على الجدار الاصطناعي الكبير، لتتشكل في نهاية العرض لوحة فنيّة. تتغيّر من عرض لآخر، حسب خصوصية الجمهور، وحسب خصوصية الجهة التي سيقدّم بها العرض، كل هذا سيكون بالتوازي مع الحوار الشعري والموسيقي والمسرحي الذي سيقدّم على الركح في عرض «رسالة الى قرطاج» على حد تعبير محدّثنا.
كوميديا موسيقية
وانطلاقا من اختصاصه الاكاديمي شدّد الاستاذ بشير الزمامي، على أنه لم تقدّم كوميديا موسيقية حقيقية في تونس، وما قدّم، على حد تعبيره هو أقرب الى المسرح الغنائي، أو العروض الفرجوية مشيرا في ذات السياق الى أن «رسالة الى قرطاج» هي عبارة عن كوميديا موسيقية مصغّرة أو هي بداية تأسيس لكوميديا موسيقية، كما جاء على لسانه.