عقدت الفنانة علياء السلامي أول أمس ندوة صحفية بمركز إيقاع للرقص والموسيقى بباب سعدون بالعاصمة خصصتها لتقديم ألبوم «نفس» الذي أصدرته مؤخرا رغم أنه كان جاهزا منذ شهر ديسمبر الماضي وشاركها في تقديم العمل عدد من الفنانين المشاركين معها في العرض. وأرجأت اختيارها لهذا التوقيت لعدة اعتبارات أبرزها أن الأغاني التي يتضمنها وهي أغاني دينية وصوفية من كامل أنحاء العالم تتماشى وخصوصيات هذا الشهر. ثم أن «نَفَس» هو عنوان العرض الذي تشارك به في مهرجانات المدينة خلال النصف الثاني من شهر رمضان الجاري. علما أن هذا العرض سبق أن شارك في عديد التظاهرات في تونس وخارجها منذ سنة 2008. وتطرقت علياء السلامي إلى المراحل التي ساهمت في بلورة هذا العرض ليكون مقاربا من حيث التنفيذ الموسيقي والاختيارات الغنائية للتصور العام للعرض الذي سيكون تجسيدا لبحوث ودراسات تبحث عن نقاط للتلاقي بين ما هو موسيقي المجال من خلال الصوت أو النفس وما هو جسدي من خلال الحركة. وقد تعاونت في هذا العمل مع مجموعة تتوفر فيها هذه الخصوصيات الهامة والمميزة. واعترفت أنها وجدت ضالتها حيث تقول :» من حسن الحظ أني أعمل مع مجموعة تضم أسماء هي من خيرة الأصوات والكفاءات الموسيقية في بلادنا باعتبار أنهم كلهم تقريبا من خريجي المعهد العالي للموسيقى على غرار عاطف العياري وهو مغني وعازف على آلة العود وألفة السوسي مختصة في الفن الركحي والجسدي وصاحبة صوت متميز ووليد الحكيري أيضا عازف على آلة القيتارة وسلوى بن صالح وغيرهم من الأسماء التي غادرت المجموعة وشاركت في تسجيل العرض كأشرف الشرقي وبشير الفلالي ويسرى الحمزاوي.
انفتاح وتوحد
وفسرت سبب توجهها إلى ما هو ديني بأن الخيار كان نتيجة بحث ومعرفة واسعة في الميدان نظرا لتخصصها الأكاديمي في الموسيقى والرقص فضلا عن سعة اطلاعها على أنواع مختلفة من الموسيقات في العالم. فكان أن اتجهت إلى ما هو ديني بعد أن وجدت فيه انفتاحا على الموسيقات العالمية وثقافات أخرى. وبينت أن العرض هو عبارة عن رحلة في ثقافات دينية لشعوب مختلفة من خلال 24 أغنية دينية تنقل المشاهد للعرض أو المستمع إلى الألبوم في رحلة ساحرة عبر 22 دولة تمثل ديانات مختلفة يوحدها رابط واحد من خلال شعور باطني وهو الله أو المقدس. ليقدم العرض أغان وإيقاعات في شكل أناشيد دينية وأغاني روحية وصوفية من بلدان أندونيسية وافريقية وأوروبية وأميريكية وآسيوية منها أناشيد مأخوذة من الهند واليابان وإفريقيا والمغرب ومصر ولبنان واليونان وتركيا. فمن خلال إيقاع أصوات مجموعة تتكون من سبعة عناصر تردد أغاني تحيل إلى الاسلام والمسيحية والانجيل وكذلك من الأديان غير السماوية لتقدمها في مزيج فني على إيقاعات الجاز والفلامنكو فضلا عن العيساوية والمالوف في تونس. واعتبرت علياء السلامي هذه الخصوصية من العوامل التي جعلت العرض يحظى باستحسان في الأوساط الفنية في أغلب البلدان التي عرض فيها. وأكدت أن « نفس «يحتوي أيضا على جانب من هوية تونس المتفتحة على أنواع وأنماط موسيقية مختلفة ويتضمن دعوة ضمنية إلى التوظيف الجيد والمفيد إلى ما هو مختلف لا سيما إذا تعلق الأمر بمعطى يشكل رابطا بين الإنسانية جمعاء رغم اختلاف الثقافات والحضارات وهو الموسيقى والغناء. وأفاد عاطف العياري بما لاحظه من خلال مشاركته في عروض في بلدان أوروبية من ردود أفعال إثر نهاية كل عرض تأكيد على أهمية الرسالة الفنية للعرض.
خصوصية الفضاء تحدد المواعيد
ولعل خصوصية العرض الذي لا يمكن تقديمه في أي فضاء من العوامل التي دفعت المجموعة كي تكون مقلة في برمجة عروضها باعتار أن العرض لا يعتمد على مضخمات الصوت أو التقنيات التكنولوجية الصوتية العالية وأن يعتمد الصوت على الصدى والتردد داخل الفضاء سواء للنفس أو الحركة لذلك فقد تمت التحضيرات وعملية التسجيل بفضاء النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد الذي اعتبرته عليا السلامي الفضاء الوحيد تقريبا الذي تتوفر به متطلبات العرض. ومن المنتظر أن يكون « نفس» حاضرا في عديد المهرجانات خلال شهر رمضان وستكون البداية يوم 17 أوت الجاري بفضاء مدار بقرطاج وبعد ذلك التاريخ بيومين بمتحف قرطاج ليكون العرض الثالث يوم 27 من نفس الشهر بنفس الفضاء.