نفذ عدد من افراد عائلة السجين السياسي احمد بالأزرق مؤخرا وتحت إشراف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وقفة احتجاجية وسط مدينة المكنين لمطالبة الحكومة الحالية بإطلاق سراح السجين السياسي والمناضل احمد بالأزرق وتسليمه الى أهله. المحتجون الذين تعاطف معهم ابناء المدينة رفعوا اثناء وقفتهم عدة شعارات تنادي حكومة السيد حمادي الجبالي بضرورة تسليم هذا السجين الى اهله وإطلاق سراحه بعد عشرات السنين من الاعتقال السري وكتبوا على لافتاتهم «سجون سرية من بورقيبة الى بن علي الى الحكومة الحالية الى متى ؟» و«السعودية سلمت بالأزرق ولم تسلم بن علي» و «يا اهل المكنين انقذوا ابنكم المناضل الشيخ احمد بالأزرق» و«صاحبك وعشيرك ما لقاش فيك الخير يا غنوشي» وغيرها من الشعارات الاخرى التي تصب في واد واحد ألا وهو التنديد بالتعتيم الذي يلقاه ملف هذا المواطن رغم سقوط دولة الفساد والإطاحة بنظامها الدكتاتوري.
ويذكر ان السجين احمد بالأزرق المولود في 12 جويلية 1927 كان من ابرز الناشطين في المجال السياسي المعارض لنظام الحبيب بورقيبة وقد استقر بالسعودية إلا ان السلطات هناك اعادته الى تونس وسلمته الى السلط الامنية سنة 1986 التي اودعته السجن قبل ان تقوم بالترويج لخبر إعدامه بعد ذلك بسنوات حتى ان اهله وأصحابه وزملاءه في النضال اغلقوا الملف بصفة نهائية
مفاجأة في المستشفى
وبعد الثورة مباشرة حصلت المفاجأة اذ تم العثور على المناضل احمد بالأزرق في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة مشدودا بالأغلال الى سرير وهو في حالة صحية يرثى لها وقد تناقلت وسائل الاعلام حينها تلك الصور التي أثبتت وحشية التعذيب والممارسات القمعية واللاحقوقية التي كانت تطال المناضلين من المعارضين السياسيين وتحركت بعض مكونات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية من أجل اطلاق سراح هذا الرجل لكن شيئا من ذلك لم يحصل وتواصل التعتيم على ملف هذا السجين الذي يبدو وان اطلاق سراحه ووفق تصريحات بعض المحتجين والحقوقيين سيكشف عديد الاطراف المتورطة في سجنه و تعذيبه وعليه اختارت الحكومة ابقاءه في سجنه الى اجل غير معلوم.
وقال المحتجون انه لم يعد هناك مجال للظلم بعد ثورة 14 جانفي ثورة الحرية والكرامة وان الوقت قد حان لإعادة الحق الى اصحابه وكشف الحقائق وإزالة الغموض عن ملف يبدو انه من الحجم الثقيل وبالتالي قالوا انه لا بد من رد الاعتبار الى هذا المناضل الذي يرغب اهله في تسلمه حيا او ميتا بما يضع حدا للقهر الذي ملأ قلوبهم عشرات السنين ولا نخال اعضاء حكومة السيد حمادي الجبالي وزعيم حركة النهضة السيد راشد الغنوشي سيغفلون عن تفعيل هذه المطالب الشرعية والاستجابة الى الوازع الانساني الذي يطغى على هذه القضية