حذر الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي من زوال الأمة العربية خلال 30 عاماً من الآن إذا لم تتحد، كما دعا من جهة أخرى رجال الأمن في بلاده إلى احترام «الحرمة الجسدية» للمواطنين، مهدداً العناصر «الشاذة» بالمحاسبة إذا لم يتطهروا «مما بهم من همجية».
وقال المرزوقي، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن الثورة التونسية ستعيد صياغة توجهات تونس الخارجية، وتزيد اهتمامها بنطاقها العربي والمغاربي بهدف تحقيق حلم اتحاد الشعوب العربية .
وأشار إلى أن تونس تنتمي بحكم الجغرافيا والتاريخ إلى ثلاثة فضاءات هي أوروبا وإفريقيا والعالم العربي، وأن النظام القديم في تونس كان لا يهتم كثيراً بالبعدين العربي والإفريقي لتونس، وكان تركيزه منصباً على البعد الأورومتوسطي .
وتابع الرئيس التونسي المؤقت إن مشروعه بخصوص المغرب العربي هو «إيجاد برلمان مغاربي منتخب من طرف الشعب في ظرف خمس سنوات وستكون هناك جامعة مغاربية وربما جواز سفر مغاربي، وأن كل ما يمكن أن يجعل من الاتحاد المغاربي فضاء مفتوحاً للشعوب من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وربطه بشبكة سكك حديدية وشبكة طرقات وربطه بشبكة كهرباء هي مشروعات قابلة للتحقيق»، على حد تعبيره .
وعن توجه تونس نحو بلدان المشرق العربى والخليج، أكد أن هناك رغبة حقيقية للانفتاح نحو هذه البلدان العربية، مشيراً إلى أنه في غضون عشرين إلى ثلاثين سنة مقبلة يمكن أن يتشكل اتحاد الشعوب العربية المستقلة، عبر الخروج من الفكرة القديمة وهي الوحدة الاندماجية الزعامية، وإعادة صياغة الحلم العربي بتصور اتحادي لا وحدوي، مضيفاً «تصوري وإن كان يعدّ حلماً، إلا أنه بالإمكان أن نؤسس في ظرف عشر سنوات اتحاداً مغاربياً، واتحاداً خليجياً، واتحاداً يجمع مصر وسوريا والبلدان المجاورة، وكل ذلك نواة لتكوين اتحاد الشعوب العربية فى غضون 30 عاما».
وكان المرزوقي، قد دعا أمس الأول، قوات الأمن التونسية إلى «المحافظة على كرامة المواطن وخاصة حرمته الجسدية»، وذلك في خطاب ألقاه بمناسبة العيد السادس والخمسين لقوات الأمن الداخلي التونسية.
وذكر المرزوقي أن أعداداً «شاذة» من رجال الأمن «مارسوا» في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي «العنف ضد شعبنا في أحقر وأقذر مظاهره أي التعذيب». وأشار إلى أن الحكومة الانتقالية الحالية «المنبثقة من شرعية الانتخابات أي من سيادة الشعب لن تتساهل أبدا»، مع رجل الأمن الذي «يعجز عن كبت ما به من همجية». كما حذر من أنه لا أحد فوق القانون بما في ذلك رجل الأمن.