اعتبر الموفد العربي الأممي المشترك كوفي عنان أمس أن تبني القرار 2043 لحظة سياسية حاسمة في صيرورة حل الأزمة السورية داعيا دمشق إلى سحب الآليات الثقيلة من المدن فيما أكدت طهران أن ذات الدول التي تشعل الصراع في الشام ستكتوي بنيرانه قريبا. وقال رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني أمس الأحد إن الدول الساعية إلى تأجيج الأزمة في سوريا ستطالها نيران هذه الأزمة منتقدا تشكيك هذه الدول بنجاح مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان في سوريا.
إفشال «عنان»
وأضاف لاريجاني في تصريح له نشرته الوحدة المركزية الإيرانية: «أن الدول ذاتها التي تجمعت في الاممالمتحدة وقدمت خطة عنان تتحدث الآن عن فشلها رغم أن عنان لم يبدأ مهمته بعد بشكل كامل»، داعيا إلى «السماح للمبعوث الأممي لإنجاز أعماله بسهولة وعدم إثارة الأجواء».
وتابع «أن هناك بعض الدول لم تخض غمار الحرب إلى الآن ولذلك فهي تريد إشعال فتيل الحرب في أراضي الآخرين من خلال الضغوط التي تمارسها»، مشيرا إلى «أن هذه الحرب التي تحاول إشعالها تلك الدول ستمتد نيرانها إليها وأن هذه المسألة ستكون بمثابة اللعب بالنار بالنسبة لها».
بدوره , أكد وزير الإعلام السوري عدنان محمود «أن بلاده ملتزمة بتنفيذ خطة عنان في إطار احترام السيادة الوطنية»، مشيراً إلى أن تركيا والسعودية وقطر والدول الغربية وأمريكا وأدواتها من المجموعات الإرهابية في الداخل تعمل ليلا نهارا لتقويض مهمة عنان حيث نعت خطته قبل بدئها.
وقال خلال لقائه مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الهندية وعدداً من الكتاب والاكاديميين الهنود الليلة قبل الماضية «إن المجموعات الإرهابية المسلحة تصعد من إجرامها وإرهابها ضد المواطنين وقوات حفظ النظام بشكل يومي ما يعكس حقيقة هذه المجموعات المسلحة التي تشكل أداة قتل وتخريب تأتمر بأوامر الدول الخارجية كتركيا وقطر والسعودية والدول الغربية والولايات المتحدة التي باتت تشكل عنوانا للتحالف مع الإرهاب من خلال دعمها وتمويلها وتوفيرها المعسكرات والسلاح لهذه المجموعات لضرب بنية المجتمع السوري ومؤسسات الدولة.»
لحظة حاسمة
في هذه الأثناء, أعلن كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا أن قرار مجلس الأمن الدولي نشر 300 مراقب لمتابعة وقف اطلاق النار في سوريا يمثل «لحظة حاسمة لاستقرار البلاد».
ودعا عنان كلا من قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة إلى إلقاء أسلحتهم والتعاون مع المراقبين العزل لدعم الوقف الهش لإطلاق النار الذي بدأ سريانه قبل 10 أيام. وقال: «يجب أن تكف الحكومة خاصة عن استخدام الأسلحة الثقيلة، وأن تسحب، كما تعهدت، مثل هذه الأسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية، وأن تنفذ بالكامل التزاماتها بموجب الخطة المؤلفة من ست نقاط»، مشيرا إلى خطته للسلام التي قبلها الجانبان لإنهاء العنف المستمر منذ 13 شهرا
المراقبون في «حماه»
ميدانيا , زار فريق من المراقبين الدوليين في سوريا أمس، محافظة حماه والتقى محافظها، ثم اتجه إلى عدد من الأحياء الساخنة في المدينة. وأوضحت مصادر ميدانية أن «المحافظ قدّم للمراقبين شرحاً لما تعرضت له المحافظة من أعمال تخريب وقتل على يد المجموعات المسلحة».
وأضافت أن «المراقبين وبعد لقائهم محافظ المدينة، قاموا بزيارة أحياء الحاضر والأربعين وجنوب الملعب، حيث التقوا بعض الناشطين». وكان فريق المراقبين الدوليين زار أول أمس مدينة حمص، وقال الناطق باسم المراقبين الدوليين ميراج سينغث، إن «المراقبين زاروا بعض أحياء مدينة حمص، والتقوا جميع الأطراف في المدينة».
هذا وأفاد مسؤول في الأممالمتحدة أن اثنين من المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا منذ أسبوع للتحقق من وقف إطلاق النار الهش وزاروا مدينة حمص (وسط) السبت بقيا فيها «تلبية لرغبة السكان».
وذكر المسؤول في طليعة بعثة المراقبين نيراغ سينغ: «بقى اثنان من المراقبين الدوليين منذ الليلة قبل الماضية في حمص التي زارها المراقبون مؤخرا». وأوضح سينغ «لقد كانت زيارة طويلة التقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الأطراف وتكلموا إلى الناس وقاموا بجولة في المدينة وتوقفوا في عدد من المناطق»، وأشار المسؤول إلى وجود «ثمانية مراقبين في سوريا التي من المنتظر أن يصلها أيضاً مراقبان آخران اليوم الاثنين».