لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية , أدى الرئيس السوري بشار الأسد مساء أمس زيارة إلى حمص وتحديدا إلى حي بابا عمرو فيما أعلنت دمشق قبولها التام بمقترحات كوفي عنان لتسوية الوضع بسوريا بالتزامن مع «فيتو» روسي ضد تنحي الأسد.
وقام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة حي بابا عمرو في محافظة حمص وجال في شوارعه وعاين ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية والمؤسسات الخدمية من تخريب كبير.
ستعود أحسن مما كانت
وشدد الرئيس الأسد خلال الجولة وفقاً لوكالة الأنباء السورية «سانا» على «أن الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص بشكل عام وبابا عمرو خاصة تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع أهالي المدينة والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لإصلاح الأبنية السكنية وإعادة تأهيل البنية التحتية وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الأعمال الإرهابية التي شهدتها حمص». وأكد الأسد لعدد من أهالي بابا عمرو الذين تجمعوا حوله أثناء الجولة واشتكوا معاناتهم خلال تواجد المجموعات الإرهابية في الحي «أن الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم فكان لابد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون»، وذلك وفقاً للوكالة السورية الرسمية. وتوجه الرئيس السوري بالخطاب الى أهالي بابا عمرو قائلا: ستعود حمص وسيعود بابا عمرو أحسن وأحلى مما كان. ومن جانبهم أكد الأهالي – دائما وفقاً لوكالة «سانا» -: «أن الأعمال الإرهابية التي شهدوها خلال هذه الأحداث زادتهم تمسكا بوطنهم وحرصا على أمنه واستقراره معربين عن تقديرهم للجيش العربي السوري الذي عمل على فرض حالة الأمن والأمان مجددا في المدينة». وحيا الأسد عناصر الجيش والقوات المسلحة «حماة الديار» –وفق التسمية الرسمية – خلال لقائه عددا منهم في حي بابا عمرو وأكد لهم «أن التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ أمنه واستقراره وهذا ليس بالأمر الجديد على الجيش العربي السوري الذي كان دوما عاملا حاسما في الحفاظ على سوريا واستقلاليتها وسيادة قرارها». وكان الجيش السوري قد بسط سيطرته على حي بابا عمرو بعد أسابيع من اشتباكات مسلحة مع ما يسمى «الجيش الحر» أدت إلى انسحاب الأخير من الحي، وتؤكد السلطات السورية أنها تقاتل مجموعات مسلحة تستهدف الجيش والمدنيين في حمص، فيما تتهمها العناصر المعارضة بالسعي إلى قمع مجموعات معارضة مدنية في حمص.
الموافقة على ورقة عنان
في هذه الأثناء, قال كوفي عنان المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سوريا أمس في بيان أصدره من العاصمة الصينية بيكين إن دمشق وافقت على خطة سلام مؤلفة من 6 نقاط اقترحها ودعمها مجلس الأمن. وقال البيان إن عنان يعتبر الموافقة خطوة أولية مهمة يمكن أن تؤدي إلى إنهاء العنف وإراقة الدماء وتقديم المساعدة إلى المحتاجين وخلق بيئة تؤدي إلى حوار سياسي يحقق طموحات الشعب السوري المشروعة. وحث عنان كافة الأطراف الدولية وعلى رأسها بيكين وموسكو على العمل الجماعي ودعم خطته لإنهاء الأزمة في سوريا. بدورها , دعت بيكين جميع الأطراف في سوريا إلى المشاركة في جهود الوساطة التي يقوم بها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.
رؤية قصيرة النظر
وفي موسكو , أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن رحيل الرئيس السوري لا يعني انتهاء جميع المشاكل في البلاد، معتبرا أن هذا المطلب يعبر عن رؤية قصيرة النظر.وقال مدفيديف خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في سيول «الاعتقاد بأن رحيل الأسد سيرفع جميع المشاكل إنها رؤية قصيرة النظر، فالجميع يدرك أنه في هذا الحال النزاع، على الأرجح، سيستمر».وتابع : أنا أرغب في أن يتخذ الشعب السوري قراره حول مصير سوريا، وليس من قبل الزعماء المحترمين للدول الأخرى». ووصف الرئيس الروسي بعثة كوفي عنان الأممية بأنها «الفرصة الأخيرة لتجنب الحرب الأهلية في سوريا».