يعيش المشهد السوري حالة حرب من الاتهامات السياسية بين مختلف الفاعلين الدوليين حول عمل المراقبين الدوليين في سوريا فيما انفجرت عبوة ناسفة في قلب دمشق مخلفة عددا من الجرحى . أعرب سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي عن أمله في فشل محاولات اجهاض عمل بعثة المراقبين الأمميين في سوريا.
أمل روسي
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في مدينة «دوشنبيه»: «آمل الا يتمكن كل من يحاول افشال عمل بعثة المراقبيين الامميين في سوريا من تنفيذ خططهم مشيرا إلى أن البعثة لعبت دورا ايجابيا.. واتمنى ان يزداد عدد المراقبين في اقرب وقت الى 300 شخص، كما جاء في قرار مجلس الامن المصادق عليه».
واوضح الوزير الروسي أنه «كلما كان عدد المراقبين كبيرا ، كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند الى وقائع موضوعية»، معربا عن اسفه لوجود «ابتزاز في وسائل الاعلام، التي تستند الى مصادر لا تبعث على الثقة».
ووصف لافروف عمل المراقبين بالعمل الايجابي الجيد». وفي الطرف المقابل , أكد السفير السعودي في الأممالمتحدة عبد الله المعلمي أن النظام السوري لا يفي بتعهداته لمبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان . وتابع : نطالب مجلس الأمن ألا يسمح للسلطات السورية بممارسة التسويف والمماطلة , حسب زعمه .
عدم الالتزام ... الكافي
وما بين الموقفين , اتهم مساعد الأمين العام للشؤون السياسية في الأممالمتحدة لين باسكو السلطات السورية بعدم تطبيق خطة المبعوث الأممي كوفي عنان بشكل كامل. وقال باسكو الليلة قبل الماضية إن الحكومة السورية لا تزال تستخدم الاسلحة الثقيلة وأنها فشلت في التطبيق الكامل للنقاط الست التي اشتملت عليها خطة السلام الدولية التي وافقت عليها دمشق.
وأضاف خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن وقف إطلاق النار لا يزال غير مكتمل وأن « انتهاكات لحقوق الإنسان لا تزال ترتكب مع الإفلات من العقاب». وتابع قائلا « نحن في لحظة محورية بالنسبة إلى سوريا لذا يجب سحب الجنود والاسلحة من المدن والبلدات.
ووصف باسكو استجابة دمشق لعناصر خطة السلام، التي تشتمل على إطلاق سراح الأسرى والسماح بالمظاهرات السلمية، بأنها «غير كافية على الإطلاق»، معربا عن أمل الأممالمتحدة في أن يؤدي نشر المزيد من المراقبين في سوريا إلى المساعدة على إنهاء أعمال القتل وخلق الظروف المواتية لبدء «عملية سياسية ذات مصداقية ».
ميدانيا , أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بان عبوة ناسفة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة على هيكل سيارة انفجرت صباح أمس في منطقة «المرجة» وسط العاصمة دمشق.
ونقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله ان العبوة كانت ملصقة تحت السيارة من جهة السائق مما أدى إلى إصابته بجروح، دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل والمعلومات.
وكان التلفزيون السوري الرسمي قد ذكر في وقت سابق أن سيارة ملغومة انفجرت في «حي المرجة» وسط دمشق مما أسفر عن اصابة ثلاثة أشخاص على الاقل. وقالت القناة ان الانفجار ألحق أضرارا بمبان في المنطقة التي تضم العديد من المتاجر. وأضافت ان فرق الانقاذ والجهات المختصة هرعت لمكان الحادث.
وأظهرت بعض الصور على شبكة الانترنيت، التي التقطت من قبل مصادر غير رسمية، أن السيارة الملغومة تعود الى قوات الجيش السوري، وأن الانفجار وقع بالقرب من المركز الثقافي الايراني.
ومن جهته , أعلن المتحدث الرسمي باسم فريق المراقبين الدوليين في سوريا نيراج سينغ أن «البعثة قررت تثبيت مراقبَين دائمَين في مدينة حماه وسط سوريا»، موضحا أن «اثنين من المراقبين سيرابطان في مدينة حماة كما هو الحال في مدينة حمص».
وذكر أنه وصل الى سوريا حتى الآن 11 مراقبا من أصل 30 مراقبا دوليا هم طليعة المراقبين الدوليين الى سوريا برئاسة العقيد المغربي أحمد حميش. وكان فريق المراقبين الدوليين زار مساء أمس حي الاربعين في مدينة حماه.