تعيش مدينة ماطر من ولاية بنزرت في الآونة الأخيرة أزمة نقل خانقة تسببت فيها عدة عوامل أبرزها مشكلة الاختناق المروري الذي بات كابوسا حقيقيا. يؤرق حياة الماطرية ويدخلهم دوامات التذمر والاستياء نتيجة المواقف السلبية والتصرفات العشوائية للبعض التي كثيرا ما تفرز نتائج وخيمة تزيد الوضع سوءا وتعقيدا. وتعد مشكلة الازدحام المروري المعضلة الكبيرة التي تؤرق سكان ماطر وتجعل أغلبهم يعيشون حالة التوتر والقلق الكبيرة التي تسببت فيها بدرجة كبيرة مختلف أشغال الطرقات، التي باتت مشهدا يوميا بالمدينة وأرهق الجميع .
وبات منظر الجموع الغفيرة من المواطنين وهم في حالة انتظار مرهقة وترقب كبير لوسائل النقل في مختلف الطرقات والانهج والمواقف المختلفة تحت أشعة الشمس الحارقة المتوهجة أو تحت ألسنة البرد القارس، مشهدا يوميا عاديا جدا في ماطر، حيث أضحت الطوابير اللامتناهية لمختلف السيارات ديكورا يوميا يطبع مختلف الطرقات، سيما تلك التي تشهد الانتصاب الفوضوي من باعة خضر وغلال و«الفريب»، هذه المعضلة أن صح تسميتها بذلك أصبحت عائقا في وجه الكثير من الأشخاص والمواطنين وأدت أيضا الى تفويت مختلف الفرص بالنسبة للبعض الآخر مما أدخلهم في دوامات التوتر والاستياء، ونحن نتجول بماطر شد انتباهنا طابور كبير من السيارات والمركبات المختلفة القادمة من ساحة الشهداء والمتجهة الى شارع الحبيب بورقيبة وشارع الطيب المهيري، حيث أدت حالة الازدحام الشديدة الى تقويض الحركة وشلها تماما، ما جعلنا نقترب من احد أصحاب السيارات الذي كان في حالة تذمر كبيرة جعلته ينزل من السيارة ويحاول البحث عن الحل الذي لن يتوفر له بالطبع، وفي هذا السياق كشف لنا عن استيائه الكبير من هذا الوضع اليومي، الذي سيجعله حسب حديثه للتفكير في مغادرة المدينة ومشاكل النقل فيها بشكل نهائي، لان الوضع لم يعد يطاق وغير محتمل على الاطلاق.
وأكد العديد من الاهالي ان اختناق حركة المرور يعود بالاساس الى كثرة السيارات والانتصاب الفوضوي الذي اصبح عارا على البلدية التي أصبحت عاجزة عن ايجاد حل جذري للنصب الموجودة على الطرقات الرئيسية; وفي السياق ذاته تساءل العديد من سائقي سيارات التاكسي عن الوضعية التي تشهدها حركة المرور بماطر وهم يطالبون البلدية بايجاد الحلول السريعة وتنظيم حركة المرور باحداث الاشارات المرورية المفقودة حاليا بالمدينة خصوصا قبل فصل الصيف وعودة ابنائنا من المهاجرين.