أكّد الدكتور أبو يعرب المرزوقي أنّ المعارضة تعيش مخاضا شأنها في ذلك شأن الحكومة، فالمعارضة لم تنتظم بعد اعتبارا لكثرة الأصوات وكثرة الأحزاب وتونس تعرف لأول مرة نظام حكم ائتلافيا صعب التسيير تشترك فيه أحزاب لا تجمعها مرجعية إيديولوجية واحدة بل برنامج وهذا أيضا ليس سهلا.
ووصف المرزوقي العلاقة بين السلطة والمعارضة الآن بأنها «علاقة بين جماعتين تعيشان مخاضا وهذا يجري في مرحلة نُقلة من نظام استبدادي فاسد إلى مرحلة سعي إلى القطع مع الفساد وإرساء نظام ديمقراطي».
وتابع النائب في المجلس التأسيسي قوله «إذا اعتبرنا هذه المصاعب يمكن القول إن ما حدث في تونس يبشّر بكلّ خير رغم البطء.. لأنه إذا قورن بما يجري في الدول الأخرى التي شهدت ثورات يعتبر متقدّما جدّا».
وأضاف الدكتور أبو يعرب أنّ «تنسيب الحكم والنظر إلى القضية باعتبارها قضية تُطرح في مرحلة مخاض عام داخل المشهد السياسي وإذا ما وُضعت في هذا المحيط الإقليمي وضمن أزمة اقتصادية عالمية يمكن القول إنّ تونس قد مرّت بسلام».
ورأى المرزوقي أنّ المعارضة اليوم إنما تعارض اعتمادا على الحكم على نوايا القوة الأكبر في الائتلاف الحاكم، أي أنها تنسب إلى حركة «النهضة» نوايا وتحاكمها، فهي لا تحاكم سياسة» منبها إلى أنّ هذا الأمر غير سليم وأن «الحكم على النوايا سببه أنّ أحزاب المعارضة نفسها تعيش أزمة وكلّ حزب يدّعي أنه أكثر حداثة وديمقراطية، وهذا يؤدّي إلى مزايدات ومناكفات».
واعتبر المرزوقي أنّ «لدى الائتلاف الحاكم أيضا شيء من التوجّس من المعارضة، وأنّ العلاقة بصورة عامة لا تزال متوترة وهناك إمكانية لتخفيف هذا التوتر إذا قلّلت المعارضة من الحكم على النوايا وانتظرت النتائج».
وخلص المرزوقي إلى القول إنّ «كل الأحزاب تعيش أزمات وهذا طبيعي جدّا لأننا ننتقل من مناخ دكتاتورية إلى نظام ديمقراطي، لكن ما يحصل الآن من تقدّم في ملفات مثل الاستثمار والتشغيل إيجابي رغم مشاكل الاحتكار وغلاء الأسعار والتهريب والأمن الداخلي والخارجي، وهذا يدعو المعارضة والحكومة إلى تعاون إيجابي حتى تجنّبا البلاد أزمة قد تطول».