الخلاف بين المجلس الانتقالي الليبي وحكومة عبد الرحيم الكيب يستعر ويتحوّل الى «ليّ ذراع» بعد التبادل الحاد للاتهامات بين الجانبين ويبدو أن الأصوات الرافضة للكيب داخل المجلس الانتقالي باتت مصدر قلق لرئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. تأزمت العلاقة بين المجلس الانتقالي الليبي وحكومة عبد الرحيم الكيب الليلة قبل الماضية بتبادل الاتهامات والتحذيرات الخفية حيث ألمح المجلس الى أنه قد يتخذ إجراء ضد الحكومة التي حملته مسؤولية تعثر أدائها.
مواجهة مفتوحة
وكان رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب اتهم مساء أمس الأول المجلس الوطني الانتقالي بعرقلة عمل حكومته معتبرا أن هذا الأمر قد يؤدي الى عدم اجراء الانتخابات في موعدها.
وقال الكيب في بيان «نجد أنفسنا مكبلين من أعضاء المجلس المستمرين في شن هجومهم على الحكومة والتهديد المستمر بسحب الثقة منها وهذا يعرقل جهودنا في قيامنا بواجباتنا في خدمة الثورة وعلى رأسها تأمين إجراء الانتخابات في موعدها».
وأضاف: «الحكومة لا تقبل بأي حال من الأحوال بتأخير انتخابات المجلس التأسيسي المقرّرة في جوان المقبل وهي (الحكومة) لن تتحمل هذه المسؤولية التاريخية وتبعاتها التي قد تنحرف بالثورة عن مسارها.
وأثارت الاتهامات والتحذيرات الحكومية غضب المجلس الانتقالي الذي ردّ ببيان أقوى ألمح فيه الى احتمال اتخاذه إجراء ضد الحكومة وهو ما يعني ضمنيا سحب الثقة منها. وقال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن لدى الحكومة بعض التقصير وإن هناك رأيا مرجحا باقصاء رئيس الحكومة عبد الرحيم الكيب وتكليف نائبه متهما الكيب بإدارة بعض الأمور خارج نطاق المصلحة الوطنية.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي محمد الحريزي في بيان إن أي إجراء يتخذه المجلس في ما يتعلق بالحكومة لن يكون عقبة أمام إجراء الانتخابات في موعدها.
عدّ تنازلي
ولفت الحريزي الى أن المجلس حاول اعطاء الحكومة أكثر من فرصة لتغيير مسارها والعمل على معالجة ملفاتها الساخنة متهما إياها بضعف الأداء وذلك من خلال شكاوى الوزراء أنفسهم.
وقال إن بعض الوزراء اشتكوا من عدم قدرة الكيب على العمل معهم بروح الفريق وغياب الجرأة في اتخاذ القرارات الحازمة. واعتبر أن ضعف أداء حكومة الكيب تسبب في عدم قدرتها على معالجة المهمات المنوطة بها وهي الملف الأمني واستيعاب الثوار ورعاية الجرحى.
وشدّد الحريزي على التأكيد أن المجلس لم يكن في يوم من الأيام خصما للحكومة وإنما كان داعما وناصحا وحريصا على إنجاحها خدمة للوطن. وجاءت تصريحات المتحدث باسم المجلس الانتقالي في وقت قالت فيه التقارير إن عددا هاما من أعضاء الانتقالي مع إقالة الكيب، بل إن أحد أعضاء المجلس تحدث عن طلب رسمي بإقالة الكيب تمّ توجيهه الى رئيس المجلس الانتقالي.