70 قتيلا على الأقل ذهبوا ضحية تفجير استهدف بناية في مدينة «حماه» فيما دعت المعارضة السورية بالخارج مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة وذلك بالتزامن مع اتهام مباشر وصريح من موسكو للمجموعات المسلحة باعتماد الإرهاب وبخرق وقف إطلاق النار. وتضاربت الأخبار الواردة من سوريا حول حيثيات تفجير بناية في «حماه» إذ أكدت مصادر إعلامية حكومية سورية بأن المعارضة المسلحة تقف وراء الحادث مشيرة إلى أن أكثر من 17 شخصا لقوا مصرعهم في التفجير.
روايات مختلفة
في المقابل, أوردت جهات إعلامية معارضة بأن التفجير نفذته القوى الأمنية المرابطة على مشارف مدينة «حماه» مشيرة إلى أن الحادث أدى إلى انهيار المبنى مما أودى بحياة أكثر من 100 قتيل. وبين الروايتين , أشارت مصادر ميدانية إلى أن انهيار المبنى قد يكون ناجما عن انفجار من داخل المبنى أي أنه عرضي وليس بفعل فاعل.
«غليون» يخاطب العرب والغرب
في هذه الأثناء, توجهت المعارضة السورية في الخارج -بقيادة مجلس برهان غليون- بنداء إلى وزراء الخارجية العرب لدفع مجلس الأمن نحو تبني قرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع يتضمن فرض مناطق آمنة والسماح بدخول منظمات الإغاثة الدولية واتخاذ موقف عربي قوي من اجل وقف القتل.
بدورها، طالبت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا أمس مجلس الأمن وجامعة الدول العربية بالضغط على النظام «لإرغامه» على التقيد بوقف إطلاق النار تمهيداً لتنفيذ خطة المبعوث الدولي العربي كوفي عنان.
وقال رئيس المكتب الإعلامي لهيئة التنسيق منذر خدام: «لا يزال خرق وقف إطلاق النار مستمرا ولا تزال قوات النظام السوري العسكرية والأمنية تقصف المناطق الآهلة بالسكان في مناطق مختلفة من سوريا وبصورة خاصة في ريف دمشق وحمص وحماه مما يتسبب بسقوط عشرات الضحايا».
كما أدان «حملات الاعتقال ضد المعارضين السوريين» مطالبا مجلس الأمن والجامعة العربية «بالتدخل للضغط على النظام (لإرغامه) على التقيد بوقف إطلاق النار تمهيدا لتنفيذ جميع بنود خطة عنان الأخرى».
وفي وقت لاحق من مساء أمس, دعا مجلس المعارضة السورية إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار عاجل لحماية المدنيين من الشعب السوري. وألقى بيان –مجلس برهان غليون الصادر مساء أمس– المسؤولية كاملة بما يجري في الأراضي السورية على المجتمع الدولي ممثلا في الأممالمتحدة ومجلس امنها.
اتهام
في الطرف المقابل , اتهمت وزارة الخارجية الروسية أمس المعارضة السورية باللجوء الى «تكتيك الإرهاب الذي يذكر بالوسائل التي تستخدمها القاعدة». واعتبرت الخارجية المعارضين مسؤولين عن القسم الأكبر من انتهاكات وقف إطلاق النار.
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، «هناك طرف آخر، ممثل في المجموعات المعارضة التي تلجأ الى تكتيك الإرهاب واسع النطاق... فما يميز الأعمال الإرهابية المرتكبة على الأراضي السورية هو العدد الكبير للضحايا المدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية، وهذا يُذكر بما كان يحصل في العراق واليمن ومناطق أخرى تنشط فيها القاعدة وتنظيمات مرتبطة بها».
وأكّد أن السلطات السورية تنتهك هي ايضاً وقف إطلاق النار الذي يفترض احترامه منذ 12 أفريل الجاري بموجب خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لكنه قال إن المعارضة هي المسؤولة الأولى عن المعارك.
هذا وتواصل بعثةُ المراقبين الدوليين جولتَها على المناطق السورية، حيث زار وفدٌ منها مدينةَ «دوما» بريف دمشق. وقال مصدر في موسكو إن أربعةَ مواطنين روس سينضمون إلى بعثة المراقبين المؤلفة من ثلاثين شخصاً، والتي يجب أن تنتشر قبلَ نهايةِ الشهر الجاري مشيرا إلى أن مشاركة موسكو في هذه البعثة، قد تتوسع في المستقبل.