في صعود لطفي زيتون (المستشار السياسي لرئيس الحكومة) لعب دورا حاسما في انهاء الاعتصام أمام التلفزة بصورة سلمية بعد حوار مطول مع المعتصمين والصحفيين. زيتون تنقل إلى التلفزة وتحاور مع الجميع (المعتصمون وصحفيو وأعوان التلفزة الوطنيّة) بأريحية المناضل الحقيقي الذي لم تغيره المناصب والكراسي وتعامل مع الاستفزازات المتعمدة بطريقة ذكية حيث اخرج بطاقة انتمائه الصحفي ردا للاتهامات التي وجهت له بالرغبة في الهيمنة على القطاع. كما أنّه لم يعبأ كثيرا بما قد يُقال عن مفاوضته المعتصمين والتحادث إليهم لأكثر من ساعتين ، لأنّ هؤلاء تونسيّون أيضا وكان لا بدّ من محاورتهم وإقناعهم بضرورة فكّ اعتصامهم خاصة وأنّه حقّق أهدافه في تبليغ الانتقادات الموجّهة للتلفزة الوطنيّة. زيتون الذي يلومه كثيرون على اندفاعه الحماسي وعلى بعض مواقفه التصعيدية التي أثارت كثيرا من الجدل ، أظهر بهذا الموقف وبمواقف أخرى مثل ذهابه للقاء أمين عام اتحاد الشغل انه رجل حوار قادر على المحاججة والإقناع وتحقيق الإضافة لتهدئة الوضع في البلاد وتخفيف الاحتقان الآخذ في الاحتداد. واظهر بالخصوص أن الحكومة لا تملك أجندة هيمنة على الإعلام بل ترغب في إصلاحه والارتقاء بأدائه رغم أخطائها العديدة في إدارة هذا الملف الحساس.
في نزول سمير الطيب (عضو المجلس الوطني التأسيسي) رغم هدوئه واتزانه المعروفين فقد برز في الأيام الأخيرة وخاصة منذ احداث 9 أفريل بمواقف متشنجة او غير محسوبة وهو ما تجلى في الجلسة الخاصة بمناقشة القانون التكميلي للميزانية الذي ينتظره التونسيون منذ أسابيع . بالطيب طلب التدخل قبل إلقاء رئيس الحكومة بيانه وطرح مواضيع هامشية حاول تسييسها دون جدوى مثل افتقاد الكتلة لمكتب وحذف اسم نائبة من رحلة عمل للخارج كما تهجم على وزير الشباب والرياضة بصورة مجانية اعتبرها البعض محاولة لافتعال أزمة. مصطفى بن جعفر أنقذ الموقف بهدوء وترك الطيب في التسلل امام النواب ومتابعي النقل المباشر تلفزيا واذاعيا فقد ذكره بان كلامه خارج عن جدول الاعمال وانه تمت مناقشته من قبل في سياق داخلي .موقف لا يستحقه نائب يحظى باحترام الجميع داخل وخارج المجلس.