مسألة محاكمة سيف الاسلام القذافي نجل العقيد الراحل تشهد غدا «مواجهة» حاسمة بين ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية ونتيجة هذه المواجهة ستكون واحدة من اثنتين أما محاكمة سيف الاسلام في ليبيا أو انتقال القضية الى مجلس الأمن. يستعد مسؤولون ليبيون لاطلاع قضاة المحكمة الجنائية الدولية غدا الاثنين على تفاصيل المحاكمة المرتقبة لسيف الاسلام القذافي في طرابلس. ويقول الخبراء إن مهمة «المحامين» الليبيين لن تكون سهلة. الطريق إلى مجلس الأمن ويتوجب على المسؤولين الليبيين المدافعين عن أحقية ليبيا بمحاكمة سيف الاسلام أن يوضحوا لقضاة المحكمة الجنائية الدولية أولا الأسباب التي تحول دون نقل «السجين» سيف الاسلام الى طرابلس وهي أسباب أمنية بالدرجة الأولى. وبعد خمسة أشهر من القبض عليه في الصحراء مرتديا زيا بدويا لايزال سيف الاسلام في بلدة الزنتان الجبلية في أيدي المقاتلين الذين أسروه. ولكن بقاء سيف الاسلام في معتقله في الزنتان يؤكد ضعف سيطرة الحكومة المؤقتة ويقول مقاتلو الزنتان إنهم، هم الذين سيحددون موعد تسليمه وإن الكلمة الفصل لهم وليست لطرابلس. وليس للمجلس الانتقالي حول ولا قوة في هذا الشأن والمحادثات التي أجراها وفده الى الزنتان اصطدمت بقضية التعويضات التي يطالب بها مقاتلو الزنتان مقابل جهودهم في هذا المستوى. وفي حال حصول قناعة لدى قضاة الجنائية الدولية بأن ليبيا لا يمكنها محاكمة سيف الاسلام وأنها لا تتعاون مع المحكمة في القضية المقامة ضد سيف الاسلام فإنهم سيحيلون طرابلس أمام مجلس الأمن. احتمالات لكن المواجهة الحالية قد لا تؤدي بالضرورة إلى مواجهة أخرى (في مجلس الأمن) على الأقل بالنسبة للمحامي الليبي أحمد الجهاني المسؤول عن قضية سيف الاسلام والذي يتولى التنسيق بين الحكومة والمحكمة الجنائية الدولية. ويرى الجهاني الذي يعمل «ليلا نهارا» على القضية ان الأهم بالنسبة الى قضاة المحكمة الدولية هو أن يروا أن هناك نية حسنة لمحاكمة المتهمين في جرائم وليس التغطية على الجرائم المتهمين فيها. وتقول جماعات حقوق انسان أوروبية بالخصوص أن ليبيا بظروفها الحالية غير قادرة على توفير محاكمة عادلة لسيف الاسلام الذي يواجه في حال إدانته عقوبة محتملة بالاعدام بينما محاكمته في هولندا تجنبه العقوبة القصوى في كل الحالات. وتؤيد عائشة القذافي شقيقة سيف الاسلام وهي محامية عدم محاكمة شقيقها في ليبيا وقد كلفت محاميا أوروبيا بالملف. وتدخل في القضية عوامل لسان الدفاع والشهود الى جانب العوامل الأمنية خصوصا بعد التفجير الذي استهدف محكمة في بنغازي ونسبته مصادر أمنية الى «متطرفين».