ظاهرة ترسب وركود المياه بالحقول بجهة بوسالم شملت مئات الهكتارات التي ظلت بها المياه كامل الموسم مما حولها من أراض خصبة إلى أراض جرداء. هذه الاشكالية ساهمت في خسارة عديد الهكتارات في غياب الحلول الجذرية للتخلص نهائيا من هذه الظاهرة رغم بعض المحاولات المحتشمة في السنوات الماضية لكن دون التوصل إلى حل جذري يريح الأراضي والمواطن الذي يعلق آمالا كبيرة على أراضيه. الوضع الذي تشهده الأراضي عجل منذ السنة الفارطة في تكاتف الجهود من خلال زيارات ميدانية ودراسات معمقة من طرف مصالح الفلاحة ومختصين في التربة للتصدي لظاهرة الترسب التي زادت من حدتها الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت الجهة. وقد أفضت الدراسات بمختلف أنواعها إلى إقرار خطة جهوية للتصدي لركود المياه خاصة بهنشير عسيلة من جهة بوسالم الذي يمسح أكثر من 150 هكتارا غزتها المياه في كل فصل وتكون الخطة على مرحلتين الأولى وهي عاجلة وتتمثل في شفط المياه بصفة مستمرة بما يمكن من التقليص من كميات المياه وهي في الحقيقة متأتية من مياه تحت أرضية تفرزها التربة بالمنطقة في كل يوم. أما الثانية فهي طويلة الأمد وتتمثل في تعزيز التربة بتربة جديدة قادرة على امتصاص المياه وتقر الدراسات أن هذا التدخل مكلف جدا ويتطلب خبرات وطنية وعالمية ومع ذلك فالكل عازم على تقديم المساعدة والتقدم بالفكرة نحو الإنجاز قادم السنوات لإنقاذ مساحات فلاحية هامة. مضاعفات الوضع... ركود المياه بعدة مناطق بجهة بوسالم أثر سلبا على البنية التحتية من خلال بعض الأضرار التي لحقت بالبنايات والمسالك كما أثرت على صحة المتساكنين بها من خلال الأمراض التي تتربص بهم وخاصة أمراض الروماتيزم ونزلات البرد والحساسية والثانية اقتصادية تهم القطاع الفلاحي من خلال إعادة تأهيل مئات الهكتارات لتكون داخل منظومة الاستغلال الأمثل .