لم يتمكن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي من الاقلاع في استطلاعات الرأي التي تواصل ترشيح الاشتراكي هولاند للفوز ولكن ساركوزي المطوّق بالأسئلة قال إنه يرفض رمي المنديل وقرّر الاستنجاد بفرنسيي اسرائيل. دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأول الفرنسيين الاسرائيليين الى التعبئة من أجله قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السادس من ماي الجاري. وقالت مصادر إعلامية اسرائيلية أمس إن ساركوزي وجّه رسالة الى الفرنسيين المسجلين في اسرائيل دعاهم فيها الى مضاعفة جهودهم من أجله. وخاطب ساركوزي «الفرنسيين الاسرائيليين» بقوله «أحتاج الى دعمكم ووفاءكم.. أطلب منكم تعبئة تفوق حتى تلك التي نجحتم في القيام بها خلال الدورة الأولى». وتولّت الممثلة الخاصة السابقة لفرنسا للجوانب الاقتصادية والثقافية والتجارية والتعليمية والبيئية في عملية السلام في الشرق الأوسط فاليري هوفنبيرغ تلاوة رسالة ساركوزي على حوالي مائتين من أنصاره خلال لقاء لدعم ساركوزي في نتانيا شمال تل أبيب وفق ما نقلته وكالات الأنباء. لكن ساركوزي يحتاج على ما يبدو الى أكثر من تعبئة الفرنسيين الاسرائيليين لأن استطلاعات الرأي مازالت تضعه وراء المرشح الاشتراكي هولاند بفارق يصل حتى الى خمس نقاط أي بما يتجاوز كثيرا الحجم الانتخابي لفرنسيي اسرائيل. ويواجه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته من جهة أخرى تبعات علاقاته السابقة بالعقيد الراحل معمر القذافي بعد أن أثبتت الوقائع أمس الأول أن الصحفيين الفرنسيين متمسّكون الى الآن بطرح أسئلة حول «التمويلات المحتملة للقذافي لحملة ساركوزي السابقة». وكان موقع «ميديا بارت» الاخباري الفرنسي نشر السبت وثيقة وقعها مسؤول ليبي سابق عن اتفاق مبدئي لدعم حملة ساركوزي لعام 2007 بخمسين مليون أورو. ونفى ساركوزي بشدة هذه الاتهامات «جملة وتفصيلا» وثار أمس الأول في وجه صحافية سألته عن الأمر. كما أن رئيس استخبارات القذافي موسى كوسي نفى مساء أمس الأول صحة الوثيقة حول موافقة ليبيا على تمويل حملة ساركوزي. وجدّد ساركوزي اتهام منافسه الاشتراكي بإثارة موضوع تمويلات القذافي من دون القيام بأي تدقيق ولكن مراقبين رأوا أمس أن الموضوع بحد ذاته يضعف موقف ساركوزي كما أن وقوف رئيس الاستخبارات الليبية السابق ضمنيا الى جانب موقف ساركوزي يهزّ مصداقية وشخصية الرئيس الفرنسي الذي تظلّ صورته لدى الناخب الفرنسي مرتبطة الى حدّ ما بصورة القذافي.