تربية الأبقار وتحسين جودة حليبها مثل محور اليوم الإعلامي الذي جمع أصحاب المهنة بنخبة من الأساتذة الجامعيين المختصين في البحث العلمي الفلاحي وخبراء أجانب، هذا اليوم الاعلامي مثل فرصة لأصحاب المهنة للتعرف على مستجدات القطاع. نظمت شركة العلف المركب بالشمال (ACIV) وبالتعاون مع المجتمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان يوما إعلاميا حول الأسس التطبيقية لتربية الأبقار وتحسين جودة الحليب وذلك بالمعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم. مكن اللقاء أصحاب المهنة من مربي الماشية والهياكل الفلاحية المتدخلة ومصنعي الأعلاف ومجمعي الحليب من الإلتقاء بعدد من الخبراء الأجانب ومن الأساتذة الجامعيين المختصين والتعرف على مستجدات القطاع من أجل تحسين مردوديته وذلك من خلال المداخلات العلمية القيمة التي تمحورت حول التغذية الحيوانية من ذلك مسألة الضغط على الكلفة لما تشهده أسعار المواد العلفية في العالم من إرتفاع مثل (الصوجا والذرة). كما تم التطرق إلى كيفية تحسين السلالة الحيوانية لديمومة القطيع بإعتباره ثروة وطنية هائلة وتحسين جودة الحليب من خلال توفير رفاه البقر في نوعية العلف المحتوي على عناصر غذائية متكاملة وظروف إيوائها من حيث نظافة الإسطبل واستجابته للمواصفات المطلوبة. وقد ركز المحاضرون أيضا في مداخلاتهم على توضيح أهم مراحل تجميع وتخزين ونقل الحليب إلى المركزيات الوطنية لتجميعه. وقد بينت المعطيات المقدمة في ما يخص تغذية الأبقار أهمية الموازنة في إعطاء علف متوازن يرتكز على العلاقة الأساسية المتكونة من (التبن والقرط والأسلاج) لتحقيق مستوى إنتاجي جيد. كما أن العليقة تتطلب التوافق مع مستوى وزن البقرة ذلك أن توازن الأبقار في الوزن والإنتاج يسهل عملية تغذيتها. وفي ما يخص الخصائص التناسلية عند الأبقار أكد الخبراء على أهمية البلوغ الفيزيولوجي للبقرة من 15 إلى 18 شهرا وهوالتوقيت الأمثل لتلقيحها دون التأثير سلبا على طول حياتها التناسلية. كما أنه يمكن للبقرة أن تتعرض إلى عدة امراض تناسلية نتيجة الإلتهابات وتعفن الجهاز التناسلي وخاصة جراء مشاكل هضمية ناتجة عن عدم توازن العليقة أوبعض الأمراض المعدية المنتقلة غالبا من تنقل «العصيان» من بقرة إلى أخرى وينصح المربون بضمان العلف المتوازن للبقرة وتوفير رفاهها وسلامتها بداية من الإسطبل من أجل حياتها الإنتاجية والتناسلية. وللنهوض بجودة الحليب ينصح الخبراء بتقديم أنواع متكاملة ومتنوعة من الأعلاف التي تلبي حاجيات الأبقار طوال فترة التربية وتتماشى مع كل مراحل الإنتاج لأن البقرة تتغير حاجياتها بتغير الفترة الفيزيولوجية التي تمر بها خلال فترة إنتاج الحليب. كما أن فترة نهاية الإنتاج تكون فيها احتياجات البقرة الغذائية شديدة الخصوصية لذلك يتحتم احترام ضوابط تربية الأبقار والتدرج النسبي عند تغيير الوجبة الأساسية. وفي الختام تم فتح المجال للمناقشات التي وقع الإستماع خلالها إلى شواغل مربي الماشية وتساؤلاتهم حول إشكاليات تربية الماشية وحول حسن توظيف إنتاج الأعلاف الخشبية بالنسبة لهذه السنة مثل السلاج والقرط في ظل العوامل المناخية الملائمة للحد من كلفة الأعلاف التي تشهد ارتفاعا بالتوازي مع السوق العالمية.