«ساركوزي الملاكم أمام لاعب الجودو هولاند». هكذا تحدث فيليب لابرو في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية قبل المواجهة التلفزيونية التي جرت في ساعة متأخرة الليلة الماضية بين «الرياضيين» الفرنسيين المرشحين للانتخابات الرئاسية اللذين سيواصلان حملتهما بعد المواجهة.
بدت فرنسا أمس مشدودة الى المواجهة التلفزيونية التي جرت في ساعة متأخرة الليلة الماضية بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومنافسه فرانسوا هولاند.
وتوقع المراقبون الفرنسيون تحطيم رقم المناظرة التلفزيونية لعام 2007 بين ساركوزي وروايال والتي تابعها نحو 20 مليون فرنسي.
ملاكمة... وجودو
وقالت الاستطلاعات الأخيرة قبل المواجهة إن هولاند مازال يتقدم على ساركوزي بنسبة «مريحة». وحسب استطلاع تمّ انجازه لصالح صحيفة «لوموند» وللتلفزيون الفرنسي وإذاعة فرنسا، فإنّ 90 بالمائة من الناخبين الذين يعتزمون التصويت لصالح هولاند أو لصالح ساركوزي قالوا انهم «مقتنعون» باختيارهم في حين 22 بالمائة ممّن شملهم الاستطلاع قالوا انهم متأكدون من التصويت ولكن دون أن يفصحوا عن المرشح الذي سيمنحونه أصواتهم...
وعن المناظرة التلفزيونية المبرمجة أصلا للوصول الى الناخبين المتردّدين قال فيليب لابرو في صحيفة «لوفيغارو» إن «ساركوزي النشيط يلعب بكل ما لديه وسيخوض النقاش كملاكم في وجه لاعب الجودو (المصارعة اليابانية) هولاند الذي أصبح يرى نفسه تماما في منصب الرئيس سيلعب ورقة القوة الهادئة». وقبل المناظرة قالت التقارير الفرنسية إنّ ساركوزي البارع أمام التلفزيون يراهن على المناظرة لقلب الطاولة على هولاند على حدّ تعبير احدى مساعدات الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته.
أما «لاعب الجودو» هولاند فقد بدا ممثلا بالفعل للقوة الهادئة وواثقا من نفسه ورأى أنصاره ان مناظرتين بساعتين ونصف الساعة لن تنسي الفرنسيين سنوات ولاية ساركوزي الفاشلة».
ورأى الناطق الرسمي باسم هولاند ان مرشح الحزب الاشتراكي لا يرغب في جولة مصارعة مع ساركوزي معتبرا أن الأمور الجادة تدعو الفرنسيين لاختيار المرشح القادر على اخراج البلاد من المحنة الاقتصادية التي تمر بها.
وفي اطار النقاش الجاد ذاته قالت هيئة أركان ساركوزي الانتخابية إن هولاند يطلق الوعود البراقة وليس لديه الامكانيات لتحقيقها. ورأي محلّلون أنه مهما كان اسم الفائز في «جولة» الليلة الماضية وفي الانتخابات بصفة عامة، فإن عليه بذل جهود حثيثة لطمأنة شركائه في الاتحاد الأوروبي.
وقال جان دومينيك جولياني، رئيس مؤسسة «شومان» للأبحاث في الاتحاد الأوروبي «سيتحتم على فرنسا ان تدفع ثمن الحملة الانتخابية... لم يكن الحديث عن أوروبا ايجابيا بل سلبيا وستكون لذلك عواقب بعد الاستحقاق».
وتوقع محلّلون أياما صعبة بين ألمانياوفرنسا بعد الانتخابات الرئاسية لأن المرشحين انتقدا برلين بشكل أو بآخر، بل إن الصحافة الايطالية رأت أن روما ستحل محل باريس في العلاقات المميزة مع برلين في اطار أوروبا.