عين «مز القرشي» مياه كثيرة مهدورة، وجنان رمان في تراجع، وقنوات ري مهملة، وشباب عازف عن العمل الفلاحي. كلها عوامل ساهمت في تراجع إنتاج المنطقة السقوية التي أضحت مهدّدة وهذا ما يقتضي ايجاد حلول كفيلة بحل الأزمة. تقع المنطقة السقوية «مز القرشي» على بعد كيلومترين من مركز المعتمدية عمدون وعلى الطريق رقم 11 باتجاه عين دراهم،بها منبع مائي من أهم الروافد المعروفة بالجهة والنابعة من جبل «صباح» أسفل العين منطقة سقوية تقارب 60 هكتارا تغطي معظمها أشجار الرمان، إلى جانب بعض أشجار الزيتون، اقترن اسم المنطقة على مر الأجيال بثمرة الرمان، وهي في رأي أهلها الأجود على المستوى الوطني، وإن كانت بكميات قليلة. يقول السيد يوسف بن صالح بن يونس من مزارعي المنطقة، كانت هذه الأرض حقل الرمان الوحيد بعمدون بجودة منقطعة النظير، لما كان الآباء ومن قبلهم الأجداد يعملون بجد على مد السواقي لتغطي كل الحقول، وتقليم الأشجار وتسميدها سنويا ، وحرث وعزق الأرضية وسقيها ثم تحويلها إلى أحواض خضر بشتى أنواعها، ومثلت منطقة «القرشية» لعشرات السنين المزود الرئيسي لكامل المعتمدية بالخضر خاصة الشتوية، ويضيف السيد يوسف مشيرا إلى أرض محاذية لحقول الرمان وهي غير مغروسة وتسمى أرض العواودة، أنها كانت تُزرع حبوبا، وعلف حيوان شتاءً، وتشملها السواقي صيفا فتتحول إلى حقول فلفل وطماطم وذرة...، فجعلوا منها أرضا تنتج في السنة مرتين، حتى انقلب الوضع منذ 15 سنة عندما عزفت الأجيال اللاحقة عن هذا العمل، وأحيل الثور على المعاش لأنه الأنسب في حراثة ما بين الأشجار المتشابكة، وأهملت السواقي فغطتها الأشواك، وتُركت المياه لتغور في شعاب الأرض، فأهملت أشجار الرمان لتصبح نصفها أخضر ونصفها يابسا، ولم يعد أهلها يسألون عنها إلا مرة في السنة يقطفون القليل الذي تجود به، فيبيعونه على قارعة الطريق. ويضيف السيد خليفة بن صالح في هذا الشأن وهو أصيل المكان، أن المياه المنسكبة من أسفل الجبل، تكفي لسقي ضعف المساحة المعروفة، لو وقع تجميع المياه بطريقة علمية صحيحة.