اعتبر الأمين العام للإتحاد الوطني الحر السيّد خالد شوكات أن التنازل من أجل المصلحة الوطنية في هذا الظرف الحساس فريضة وواجب على كل القوى السياسية مؤكّدا أنّ الشعب يريد اليوم وحدة وطنيّة. تصريح السيد خالد شوكات الأمين العام للإتحاد الوطني الحر جاء خلال الندوة الصحفية التي عقدها الحزب صباح أمس بمقره بالعاصمة وخصصت لتوضيح مبررات دعوة الحزب لجمعة الوحدة الوطنية اليوم الجمعة أمام المجلس التاسيسي ومقرات الولايات في الجهات. جمعة الوحدة الوطنية بعد توجيه تهاني الحزب للأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تميز كما قال باختيار تونس من طرف اليونسكو لاحتضان الاحتفال وذلك بفضل ثورة 17 ديسمبر المجيدة مبرزا تمسك الحزب بمطلب الاعلام العمومي المستقل والحر والمهني مع إعطائه المزيد من الوقت لتطوير نفسه والتحرر من مخلفات الماضي, سلط السيد خالد شوكات الضوء على موضوع الوحدة الوطنية قائلا «الحزب يعتبر أن التجاذبات والتصادمات التي ميزت الواقع السياسي تنبئ بمخاطر الانقسام والاستقطاب الحاد والتخوين والتكفير والعنف والاضرار بمشروع الانتقال الديمقراطي». كما بين أن الحزب يعبر من خلال الوقفة السلمية التي دعا إليها أمام المجلس التأسيسي عن حاجة البلاد إلى الوحدة الوطنية وإلى الوفاق الوطني والوحدة الوطنية بين كل القوى السياسية وتأجيل الخلافات الكبرى والتوحد حول أولويات الأولويات وهي إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي فحالة تونس كما قال مازالت هشة سياسيا وكل البلدان التي عاشت نفس التجربة أعطت نفسها مهلة ببعض السنوات لتتم عملية الانتقال الديمقراطي بأيسر السبل ودون استعجال عكس ما انتهجته أغلب القوى السياسية في تونس في خطوة غير موفقة حسب الإتحاد الوطني الحر مما يفرض على الجميع التوحد من أجل المصلحة الوطنية فالتنازل اليوم كما جاء على لسان خالد شوكات أفضل ومن أجل المستقبل حتى لا نندم يوم لا يفيد الندم. أداء ضعيف الأمين العام اعتبر أداء الحكومة خلال المائة يوم الماضية ضعيفا قائلا «هناك إحساس بالغبن والضيم لدى فئة كبيرة من المجتمع وهم على غير استعداد للمواصلة على نفس نمط العيش» واعتبر ذلك يعود خاصة لقلة خبرة الحكومة في إدارة الملفات الأساسية واعتبر في نفس الوقت أن الوضعية الحالية تمثل عائقا صعبا أمام الحكومة خاصة أمام عدم التفاف القوى السياسية مع بعضها وتفهم ظروف البلاد من طرف الجميع على حد السواء وتجاوز المعارضة بالمعنى الفئوي الضيق فإفشال حكومة النهضة أو الترويكا لن يضر بهذه الأحزاب بقدر إضراره بتونس وشدد على ضرورة العودة إلى المجلس التأسيسي عند كل خلاف بدل تأزيم الأوضاع والمحاسبة في الشارع. كما اعتبر خالد شوكات أن هذا التوجه من أجل الوحدة لا يعني مساندة الحكومة بصفة مطلقة أو انتظار الرضاء من النهضة أو غيرها بل ينطلق من أساس مبدئي بغض النظر عمن في الحكومة وإنما الرضاء الحقيقي هو رضاء الشعب التونسي مشددا على أنه سيكون من أول الداعين للإحتجاج والتظاهر لو ثبت أي توجه نحو ديكتاتورية جديدة كما يزعم البعض. الشعب يريد وحدة وطنية في إجابته عن سؤال للشروق حول مدى نجاح الدعوة جماهيريا قال الأمين العام «بصرف النظر عن عدد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية فإن التونسيين أثبتوا تشبثهم بالوحدة الوطنية كما برز ذلك يوم غرة ماي الماضي وما يهمنا أكثر هو بعدها الرمزي وسنواصل التأكيد عليها ونراهن على أن الشيء الصادق والحقيقي سيؤتي ثماره» وحول موقف حزبه من التحالفات الأخيرة قال ل«الشروق» ننظر بعين الرضاء إلى كل مجهود يرمي إلى وحدة القوى السياسية فالمشهد في حاجة إلى مراجعة بنيوية للتقليص إلى أقصى حد ممكن من عدد الأحزاب لأن التشتت يعطل إنضاج الانتقال الديمقراطي ونحن في الإتحاد الوطني الحر في تواصل مع الكثير من القوى السياسية غير أننا نرى قدرتنا حقيقة في أن نكون حزبا كبيرا بعد استكمال البنية المحلية والجهوية خلال أشهر قليلة مقبلة حتى يكون تواصلنا مع الأحزاب من موقف الندية وخاصة الجبهة الوسطية المعتدلة التي يمثل الإتحاد أحد روافدها.