تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول: أصبت بحروق في يديّ اليمنى واليسرى مما استدعى لفهما بضمادات طبية .كيف يمكنني أن أتطهر من أجل الصلاة؟ الجواب: بداية نسأل الله العلي القدير أن يشفيك من مرضك.أماّ بخصوص السؤال فإنه ينطبق عليك فقهيا ما ينطبق على مقطوع اليدين فعليك بالاستعانة بمن يوضئك وعند الوصول إلى موضع الحروق يُمسح اللفافة التي غطيت بها اليدان. السؤال الثاني:ما حكم ترك المأموم قراءة الفاتحة في صلاة الظهر مثلا أوفي الركعتين الأخيرتين من المغرب والعشاء ؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن مسألة قراءة الفاتحة للمأموم من المسائل التي اختلف فيها العلماء لكن ما يمكن أن أفيدك به هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن القراءة للمأموم مُستحبةٌ فيما يُسرُ فيه الإمام غيرُ مشروعة فيما يجهرُ فيه. السؤال الثالث: كنت أصلي العشاء وفي الركعة الثانية نسيت قراءة السورة بعد الفاتحة فركعت عند ذلك تذكرت فرفعت من الركوع قائما وقرأت السورة ثم استأنفت الصلاة وبعد السلام سجدت للسهو. هل صلاتي صحيحة؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أنه لا يجوز الرجوع من الفرض إلى السنّة وهذه العودة إلى السنّة (قراءة السورة كما هو حالك) تبطل الصلاة إن كنت عالما بالحكم وأمّا إذا كنت جاهلا به فصلاتك صحيحة إن شاء الله. السؤال الرابع: أنوي القيام بالعمرة هذا العام ككل عام ولكن هناك من قال لي إن الأفضل أن تتصدق بثمنها على الفقراء والمحتاجين.ما رأيكم في هذا؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أنه قد وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة العمرة في أي وقت من السنة منها: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما) (رواه البخاري). لكن أبواب الخير كثيرة وطرق الحصول على الحسنات أكثر من أن تعدّ وتحصى, ونصيحتي إلى كل من اعتمر مرارا وتكرارا أن يصرف نفقات العمرة إلى إخواننا الفقراء والمساكين والأرامل والمعوقين في بلادنا وينبغي التذكير بأن الصدقة على الفقراء والمساكين ومن في حكمهم أجرها عظيم ولا يقل عن أجر عمرة التطوع إن لم يزد عليها. يقول الله سبحانه و تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم} (البقرة:261). وقال عليه السلام (من نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) (رواه مسلم). السؤال الخامس: كنا في المسجد نستمع إلى خطيب الجمعة فقام بعض المصلين بالصياح على الخطيب معترضين على ما ذكره في خطبته وأحدثوا تشويشاً وضوضاء فأرجو بيان حكم الدين في هذا السلوك أثناء خطبة الجمعة؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن الإنصات واجب إلى خطبة الجمعة والكلام محرم أثناءها حتى لو كان الكلام أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر وقد وردت أحاديث كثيرة تنهى عن الكلام أثناء الخطبة يوم الجمعة منها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت). وقال أيضا (يحضر الجمعة ثلاثة نفر فرجل حضرها يلغو فذلك حظه منها ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك أن الله يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (رواه أبو داود). وينبغي أن يعلم أن فتح باب الاعتراض على خطيب الجمعة إنما هو فتح لباب من أبواب الشر وإن غلّف بأنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاصة في هذه الظروف التي تمرّ بها بلادنا لأن ذلك سيجعل الفوضى والتشويش يعمّان المساجد. والله أعلم