باتخاذه قرارا تاريخيا بعدم لعب نهائي بطولة الشطرنج الدولية يوم 2 ماي الجاري رفضا لمقابلة منافسه الصهيوني يكون الطفل التونسي الصغير محمد حميدة (البالغ من العمر 10 سنوات) كبيرا بقراره التخلي عن احتمال الفوز ببطولة العالم للشطرنج حتى لا يسجل على نفسه وعلى بلده وشعبه وأمته خزيا تاريخيا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.
لقد اعتبر الطفل محمد حميدة سليل شعب تونس العربي الأصيل مجرد الجلوس على طاولة لعبة الشطرنج مع صهيوني جريمة وتطبيعا من شأنه إلحاق الأذى بقضية فلسطين وبكرامة أمته العربية. لو طلبنا من محمد أن يسافر إلى رام الله لكان رفض لأنه سيعتبر مجرد طلب تأشيرة من الصهاينة تطبيعا وجريمة.
ولو طلبنا حكما وهو الطفل وليس المفتي أو العلامة، حول سياسة قيادات سلطة «أوسلو»الفلسطينية وقيادات عربية وإسلامية وحول مواقف العديد من النخب كبعض أساتذة الجامعات وبعض المثقفين والمثقفات وعدد من أصحاب المؤسسات لأجاب بأن هذه القيادات والنخب لا تطبع فقط وإنما تنسق أمنيا مع الصهاينة وتتعاون معهم ويذهب بعضهم من الليبراليين الجدد متسلقي الكراسي إلى حد الاستقواء على الأمة بمساعدات برنار هنري ليفي وساركوزي وبالطائفيين الجدد.
وإذا ما قيل لمحمد حميدة ان قيادات فلسطينية وعربية تصافح الصهاينة وتتفاوض وتوقع الاتفاقيات معهم، وتحضر مؤتمراتهم وبالأخص مؤتمر هيرتسيليا الذي يناقش استراتيجيات بقاء الكيان الصهيوني ويبحث سبل حماية أمنه من مقاومة العرب والمسلمين، وتزور أماكن استجمامهم في تل أبيب ونتانيا ونهاريا، الخ، لأشاح بوجهه الصغير وعبر عن تبرمه من ذلك ولاستهجن ما أتاه هذا المفتي أو ذاك من تطبيع ولشهر بقادة دول عربية يلهثون وراء كيان العدو، ولأدان مؤسسة القمة العربية التي مازالت تتذلل له حتى يقبل بمبادرة بيروت الاستسلامية (1982) التي تخون دماء الشهداء وتتنكر لوصايا الأجداد والأباء وتتخلى عن حقوق الأمة.
لن يصافح البطل التونسي محمد حميدة هؤلاء المطبعين الذين يطلبون مساعدات عصابة الصهاينة لدعم سلطاتهم ولتدمير الأقطار العربية الصامدة ولتصفية فصائل المقاومة لأنه يدرك أنهم قد ضلوا الطريق ولا أمل فيهم، ولا خير يرجى منهم. أما هو فيكفيه فخرا ما قدمه من درس يرفض التطبيع مع مغتصبي الأرض وقتلة الأطفال وأعداء الشعب والأمة فهنيئا لنا بهؤلاء الأبطال أمل الصمود والمقاومة.