افتتحت أمس بالعاصمة أشغال مؤتمر اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي ترعاه منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بحضور عدد كبير من الصحفيين والخبراء في قطاع الإعلام من الداخل والخارج. ويبحث المؤتمر الذي تتواصل أشغاله اليوم السبت عدّة محاور تخص قطاع الإعلام ودوره في تغيير المجتمعات، فضلا عن عدّة دورات تنتظم على هامش المؤتمر حول «التنظيم والتنظيم الذاتي للفضاء الإعلامي» و«أخلاقيات الصحافة في المراحل الانتقالية» و«دور المجلس التأسيسي والحكومة في إصلاح الإعلام خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي» و«التجديد في جمع المعلومة وتبادلها» و«الإعلام وتشريك العموم» و«تطوير خدمات الإذاعة والتلفزة كمرفق عمومي في المرحلة الانتقالية» و«تأثير وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية و»هيكلة وسائل الإعلام الرقمية» وغيرها. رسائل من الحكومة وقال رئيس الحكومة حمادي الجبالي في افتتاح هذا المؤتمر إنّ تونس تشهد منذ 14 جانفي 2011 تغييرا جذريا في المشهد الإعلامي يتميز بالحرية والمبادرة معتبرا أن اختيار منظمة «اليونسكو» تونس للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة إنجاز وتحدّ في نفس الوقت وأن إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي يتطلّب تكريس الإعلام كسلطة مستقلة داخل الحياة السياسية والاجتماعية تقترب أكثر ما يكون من الحيادية والنزاهة والموضوعية». وأكّد الجبالي أنّ حكومته عبّرت عن اهتمامها بإصلاح منظومة الإعلام وتطوير إطاره القانوني بالتشاور مع كلّ الأطراف المتدخّلة دون استثناء، مشيرا إلى أن الحكومة أولت فقرة خاصة ضمن برنامجها تنصّ على إحداث هيئة عليا مستقلّة للاتصال السمعي البصري كما بادرت مؤخّرا بإطلاق استشارة وطنية حول القطاع لتطوير الإطار التشريعي والقانوني للإعلام على أن يتم التوافق على إيجاد آليات للنهوض بالقطاع»، وستُرفع توصيات الاستشارة إلى المجلس التأسيسي الذي له شرعية اتخاذ القرار. وأضاف الجبالي أنّ الحكومة «ملتزمة بتطوير أداء الإعلام وضمان نجاحه عبر ضمان انسيابية المعلومة وسهولة النفاذ إليها وتفعيل الإعلام الداخلي بين أجهزة الإدارة، كما أن التزامنا ثابت بأن يبقى الإعلام عموميا مستقلا دون محاولات استقطاب أو تركيع من أي كان ومن الدولة بدرجة أولى». وتابع الجبالي أنّ «الإعلام، وبالإضافة إلى الدور السياسي والرقابي على إدارة الشأن العام فهو يضطلع بأدوار هامة في التنمية بإبراز واقع التنمية دون تهويل ولا تلميع حتى يقف الجميع على الحقائق كما هي». وأكّد رئيس الحكومة أنه «من الطبيعي أن تشهد تونس في هذه الفترة التجاذبات والتفاعلات وحتى التجاوزات التي تمثّل سبيلا من سُبل إثراء الحوار على أن تبقى ثوابتنا الأساسية هي المحافظة على مبادئ الثورة ومكاسبها وخدمة مصلحة تونسالجديدة التي تساند وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في مهمة التغيير». إرادة التغيير وتحدّثت الصحفية اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لسنة 2011 توكّل كرمان عن أن «الثورة التونسية التي رفعت شعار الشعب يريد إسقاط النظام رفعت في الوقت ذاته شعارا واضحا وهو ان الشعب يريد حرية مطلقة للتعبير والصحافة وكل أشكال الإبداع في مجتمع مفتوح للمعرفة قائم على فلسفة أن لا حرية ولا كرامة دون صحافة حرة». وأكّدت كرمان أن «حرية الإعلام هي المدخل إلى التغيير الشامل وأن التضحيات التي قدّمها شباب الثورات في الساحات والشوارع كانت ثمنا لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية ولحرية الصحافة التي انتزعناها كاملة دون منّة من أحد». وأضافت كرمان «من تونس الثورة والدولة أدعو كل البرلمانات والحكومات إلى سنّ نص دستوري واضح يغنينا عن أي إطار قانوني ينتقص من حرية الصحافة أو يتلكّأ في التنصيص عليها بوضوح وينص على أنه «لا يحقّ للمجالس التشريعية أن تصدر أية قوانين أو تشريعات تحدّ من حرية الصحافة». وأكّدت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أنّ المنظمة الأممية ملتزمة بالعمل على إيجاد إجابة عن جملة التساؤلات التي يثيرها قطاع الإعلام في هذا العالم المتغيّر من أجل الديمقراطية والسلام. وقال المنسق العام للأمم المتحدة في تونس محمّد بلحسين إنّ على الجميع الالتزام بالدفاع عن حرية التعبير والصحافة وأنه لا بدّ من العناية بهذا الشأن بطريقة تؤدّي إلى إرساء مجتمع ديمقراطي، وأضاف بلحسين أنّ تأمين الصحفي مسألة أساسية في العالم وأن من أهم التحديات التي يواجهها الصحفيون اليوم الرقابة والعنف المسلط عليهم أثناء اداء مهامهم.